لم ارد ان اكتب ولو حرفا واحدا ،وحتى اني لا ادري ما انا بصدد القيام به الان ...بذهن مشتت ومفكرة خاوية وجدتني امسك القلم على غير عادتي !

متشنج ،هكذا انا اذا ما مررت ببعض الضغوطات ...وان كنت لا اعتبر ذلك عيبا ،لايهم.

ليكن قارئ هذه الكلمات على يقين بأن ما بين يديه مسبوق بالعديد من التجارب التي ما ارتضيت احدها ...الغرفة ممتلئة بالاوراق الممزقة ،إنها الفوضى (اقول ذلك في سخرية تامة من نفسي )!!

يا ويلتى اعجزت ان اكتب نصا او بعض نص ...فكرت كثيرا ان اترك هذا الهراء ،ان امزق هذه الورقة واهجر الكتابة للابد فما عدت صاحب صبر جميل .... ثم قلت في نفسي فلتكن على الاقل اخر مرة في اسوء الحالات !

انتابني ذلك الشعور حين تقوم بشيء لاول مرة في حياتك ،لا ادري حينها لا تكتسب تلك المهارات وتلك الحيل التي يمتاز بها المتمرسون ....نعم ،ذلك الخوف الذي يركبك عند اول قيادة لك وانت مكب على ذلك المقود وظهرك منحني الى الامام وعيناك مشدودتان تراقبان الطريق !

ذلك الرعب الذي يسري بداخلك عند اول ليلة تبيت فيها خارج بيتكم وقلبك معلق باسوار مسكنكم ،او هو ذلك القلق عندما تمتطي الطائرة لاول مرة ....تلك الاشياء التي يكون اولها خوف وقلق ومع مرور الزمان تعتاد عليها ،فهل اعتاد مرة اخرى على الكتابة !؟!

تذكرت نفسي وانا ممسك بكراس الحروف-ولم اتجاوز الخامسة بعد- احاول باذلا اقصى مابوسعي ان امر على كل النقاط وتلك الغبطة التي تملأ ارجاء روحك حينما تكمل حرفا او حرفين ..نعم اريد ذلك الاحساس الغريب الذي اعتادني واعتدته في كل مرة اكتب فيها ،ثم فتر !

صدقا اقول لك ياصاح ، نسيت لم اكتب ؟!

ما الذي يدفع بواحد مثلي ان يلعب دور الاديب !؟وما هذا الشيء الذي يستحق ان اخسر ساعات عمري من اجله !؟

الهذا الحد من المهم ان اكتب !

كن على يقين بأني لن اردد ذلك الهراء كما يفعل الجميع ،فلست اكتب لانسى اوجاعي ولا لاني هارب من الماضي ولا حتى لاجد نفسي ...فأنا اعرفني تماما واعيش حاضري بكل تفاصيله ويروقني ذلك ،نعم يروقني كثيرا ،فأفضل العيش ان تحيا بلا حسرة ولا ندم من دون حنين الى الماضي ولا وقوف على الاطلال ...

ان كنت فعلا تريد اجابة تخمد نار فضولك عزيزي ،فقل اني ارغب ان اتغلب على نفسي فدائما ما اتحداها ثم اكسب الرهان ،لا ارتضي التراجع ولا الاستسلام ،إما ان لا اقحم نفسي منذ البدء او ان اكمل الى النهاية ....قد تظنها سفسطة غير مقنعة ولكن هذا ما استطيع قوله فعلا ولو كان بوسعي ان اتركه بلا اجابة لفعلت حقا .

اتشعر بأني اطيل الكلام واثرثر كثيرا ،نعم اشاركك ذلك ،يمكن ان يشفع لي انها العودة ....لنقل اقتربت النهاية !

اخيرا تمكنت من خط بضع اسطر ،صحيح انها اخذت الكثير ولكنها فعلا تعني لي الكثير ايضا ....تغلبت على نفسي ،وفعلتها اخيرا !!

اعتذر لأنني لم اكتب لك هذه المرة ،فقد آثرت نفسي بهذه الكلمات لحاجتي اليها اولا ولكوننها لا تليق بمقامكم ايضا ....