- روادتْنِي نفسي أن أكسر قلمي وأن أتوقف عن الكتابة وللأبد.
- وقالت لي: لا وقت لقراءة هذا الهُراء الذي تكتبه، نحن في زمن القراءة "التويترية" أو " الفيسبوكية" الخاطفة، والصور "الإنستجرامية" البرَّاقة.
- نداءٌ لمن يُحبِّون الكتابة حَدَّ العشق، هل تستطيعون التوقف أو الرجوع؟ شئ بداخلكم يدعوكم لأن تكتبوا، تكتبوا وفقط ؟ هل جرَّبتم هذا الإدمان اللذيذ؟
- أعجب لمن يقول : اترك الكتابة ! أنا فقط .. لا أستطيع.
- للكتابة آلام وتباريح، نعم كهذه الآلام والتباريح التي تسمعونها عن المُحبِّين، كالتي كتب عنها قيس لليلي، وكُثيِّر لعَزَّة، وجميل لبثينة، وغيرهم من الوالهين.
- أحيانًا تنطفئ الخواطر، وتنضب الأفكار في رأس الكاتب، ويريد أن يخُطَّ بقلمه حرفًا فيمتنع، فحدِّث ولا حرج عما يعانيه الكاتب في هذه الحالة من ألم وتنغيص، وتكون أقصى أمنيته أن يعود لهدوئه ويرضى من الغنيمة بالإياب، ولكن .. وهل في الحُبِّ رجوع؟!
- قرأتُ كثيرًا في كلام المُحبّين وأشعارهم فوجدتُ أنَّ أعظم مايُعذِّبُهم هو الهجر والبعد، حينما تهجر الحبيبة فتقسو، أو تبخل بالوَصْل فلا تجود، وكذلك -وأيم الحق- الكتابة لمُحبِّيها.
- فيا أيتها الحبيبة الدلول! لا تهجري قلمي، وأبردي نار الهوى ولو بكلمة، ولا تبخلي فالبخل ليس من أخلاق العاشقين، وإن كنتِ في شكٍّ فاقرأي تلكم الأبيات:
أَحُبّاً عَلى حُبٍّ وَأَنتِ بَخيلَةٌ
وَقَد زَعَموا أَن لا يُحِبُّ بَخيلُ
بَلى وَالَّذي حَجَّ المُلَبّونُ بَيتَهُ
وَيَشفى الجَوى بِالنَيلِ وَهوَ قَليلُ
وَإِنَّ بِنا لَو تَعلَمينَ لُغَلَّةٍ
إِلَيكَ كَما بِالحائِماتِ غَليلُ