رسائله إليها - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رسائله إليها

-الجزء الأول-

  نشر في 27 غشت 2023  وآخر تعديل بتاريخ 02 شتنبر 2023 .

الرسالة الأولى

عزيزتي،

لقد عايشنا أنا وأنت حروبا كثيرة. وبين حرب وأخرى كان السلم يطرق بابنا، حتى لا ننسى أن صخور البحر على قوتها ضعيفة أمام أمواج عاتية. وأن هذه الأخيرة مهما علت فسترسو يوما ما. أنا وأنت لسنا شموعا على كعكة عيد، تنطفئ فورما تنتهي التصفيقات...أنا وأنت قنديل نور، في غرفة الحياة الباردة...لا تدعيه ينطفئ أبدا...وإلا غاب الدفء عنا .

الرسالة الثانية

عزيزتي،

إن الكلمات تخجل من حُسنك، فليس في جعبتها ما يَصِفُكِ ليُنْصِفَك. ربما لم أعترف لك يوما بما حل بي عندما رأيتك لأول مرة. أحسست باكتظاظ المشاعر في قلبي. أحسست بالفرحة والرِّقَّة والبؤس. فرحت لِما رأيت في عينيك من طيبة وعنفوان المرأة الحرة، ورَقَّ قلبي بهواكِ بعدما كان دائم الغضب قاسيا. وشعرت بالبؤس لأنني كنت على يقين أنني لن أستطيع أن أجمع من أجلك نجوم السماء في صندوق للهدايا، مع وردة ربيع. وأنتِ بلُطفِك وحِلمك المعهودَين قبلتِ بمسكين على بابك. كنتِ لحظتها الأميرة وتمنيت لو كنت خاتما بين يديك...فجعلتني تاجا فوق رأسك. كيف لي اليوم أن أشكرك على تواضعك...لا زلت أشعر بالبؤس في حضرتك.

الرسالة الثالثة

عزيزتي،

جميلة كما أنت وفي جل حالاتك. حتى عندما تصرخين في وجهي أحياناً، فأغضب كالطفل الصغير وأذهب لحال سبيلي، لتأت بعد حين تطلبين السماح بأنفتك المعتادة... جميلة عندما تبكين وتملئين الأجواء حزنا...عندما تحمر وجنتاك خجلا مع كل باقة ورد جميلة بقوتك وضعفك...وضعفك هذا أكبر قوة فيك.

الرسالة الرابعة

عزيزتي،

هل تعلمين من هم الروميون؟ هم من يتكلمون من الروح إلى الروح، دون وسيط ودون مبالغة. ينتمون للرومي، صاحب قواعد العشق الأربعين. لا شك أنك تعرفينه، أعلم أنك تحبين الصوفية والمتصوفين...رسالتي إليك اليوم رومية، أكتبها من غرفتي المظلمة، على طاولتي الفارغة إلا من شمعة تكاد تنطفئ مثل قلبي عندما اعتزمت الرحيل إلى الأبد...وددتُ فقط أن تعلمي أننا نحن من يُقيّم الأشياء والأشخاص والأحداث، فإما أن نعطيهم أهمية أم "نشتري راحتنا" كما يقال بالعامية...ما أريد أن أقوله هو أنك يوم رحلت فقد ذهبتِ للخيار الثاني...أما أنا فقد اخترت أن يكون رحيلك حدثا جلل... اخترعت له ذكرى سنوية... ذلك أنه بالنسبة للكثير أنت نقطة في بحر، وبالنسبة لي أنت البحر كله في نقطة...

الرسالة الخامسة

عزيزتي،

اشتقتُ لعنادكِ السخيف، وعصبيتك الدائمة ومزاجيتك القاتلة...لقد أحببت فيك عيوبك قبل محاسنك. كان الكل ضدي، الناس والطيور والبحر والشجر... كلهم كانوا يرون ما لم أكن أرى...ذلك أن عين الحب عمياء! كيف لي أن أعود بالزمن إلى الوراء كي لا أتعرف عليك...لا لأنك لا تستحقين، بل لأنني تعبت من ذكراك المستحوذة على كياني. تعبت من محاولات نسيانك دون فائدة...تعبت من انتظار رجوعك دون جدوى... واكتشفت متأخرا أنني كنت سعيدا في سجنك... والآن أنا حر تعيس.

الرسالة السادسة

عزيزتي،

أهرب منكِ إلى الموسيقى فأجدها تذكرني بك، أهرب إلى القصائد فأجدها مكتوبة إليك، إلى الأفلام الرومانسية التي أكرهها فأجد وجوه الأبطال تذكرني بك. أهرب منك نحو الحدائق فأخالك بين الورود مستلقية كما الماضي...ثم أعود أدراجي نحو ذاكرتي التي تحالفت معك ضدي. لا أعلم من منكما يجدر بي أن ألوم، لقد نلتِ مني إلى الأبد. لقد انتصرتِ علي...وتعلمين لماذا؟ لأنك لم تعتبريها حربا منذ البداية. وأنا الغبي الساذج كنت أستعد لكل معركة معك، لم أكن أعلم أن لا سلاح لي أمام جبروت ابتسامتك...

الرسالة السابعة

عزيزتي،

متى كبرنا؟ متى مرت السنين ونحن نقف على جنبات القدر. ليتنا لم نكبر، وليتنا بقينا عند أول صفحة من الكتاب.

الرسالة الثامنة

عزيزتي،

طال الأمد ولم أجد لقلبكِ سبيلا، أضعت العمر أنتظر طيفا، حتى أضحى الفؤاد فارغا كروح أمٍّ ثكلى، ما العمل وقد نسيت تفاصيل وجهي، فكل ما أرى في المرآة مبسمك يذكرني بوجعي

يا من أهديت لها مع ديوان شعري قطعة مني، ردّ لي عنفواني الأول إني لا أجده...

طال الأمد وانهمر ماء العين سيولا ولكن، لا يُسأل الجبل عن شموخه ولا تسأل الأرض عن ترابها ولا السماء عن نجومها...فلا تسأليني إن غدا حبك فيّ طبعا... 



   نشر في 27 غشت 2023  وآخر تعديل بتاريخ 02 شتنبر 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا