الإعترافُ الثالث عشر
حزنتُ لهذا الشعور رغم علمي بكونه إحساسٌ طبيعي قد ينتابُ أيَّ شخصٍ وهو يغيّرُ حياته من جذورها وبالأخص إن كان ذلك التغييرُ إجبارياً..
نشر في 05 أبريل 2024 .
في يوم 3.10.2013 إضطرتني الظروف للإنتقال إلى مدينة أخرى بغرض العيش إلى أجلٍ غير معروف.. وأنا في الطريق إلى حياتي الجديدة كان ينتابني شعور مجهول مع كل مسافة أقتربها إلى المسكن الآخر..
حزنتُ لهذا الشعور رغم علمي بكونه إحساسٌ طبيعي قد ينتابُ أيَّ شخصٍ وهو يغيّرُ حياته من جذورها وبالأخص إن كان ذلك التغييرُ إجبارياً..
لذلك حاولت أن أتأقلمَ مع كلّ لحظة غريبة كنت أعيشها داخل المنزل المجهول أو خارجه؛ مدّعيةً عدم الاهتمام بالحزن الذي كان يمزقني من الداخل.. حُزنٌ كان يجمع زوايا عديدة منها إختلاف الصور والقلوب ومنها الغربة التي جمعت ما بين بُعدِ الوطن والأحبة.. فأصبحتُ أعاني الغربتين حتى إلتقيتُ بغربة الأحاسيس والمشاعر.. فإجتمع لدي الضيوف الغرباء منذ ذلك الحين حتى هذه الساعة..
ولكني أُجالسهم كل يوم ولم أُقصر أبداً في إظهار المجاملة الحسنة لهم على مدار أكثر من (10) سنوات.. لأنهم مثلما قُلتُ ضيوفي والضيف حتماً سيغادر وإن طال مكوثه.
ربما سيغادرون حياتي قبلي أو سنفترق عند رجوعي إلى أرض أبي وأجدادي، أو ربما سيكون الفِراقُ عندما أغادرُ هذا العالم إلى الأبد؛ لا يَهُم.. ما يهمني هو إننا سنفترقُ وسأتخلصُ من كل ضيفٍ أثقلَ عليّ حياتي.. من كلّ زائرٍ أجبرني على مجاراتهِ وتحمّلهٍ لأسبابٍ تتعلقُ بالإيمانَ تارةً وبالتضحية تارةً أُخرى.
(وسأظلُّ أبتسمُ للمجهولِ)
د. أَسَن محمد
كاتبة ومدربة مهارات شخصية
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة