حيث جنون الكلمات، تقطن في ثنايا لن ينتبه لها العابرون، إنها في نفسك فقط، حيث الصوت العالي الذي يضج في أعماقك يدعوك للصمت، وصوت صامت يحدثك بهدوء يخبرك أن تخبر العالم كم أنت أعمى، حب الثرثرة ترفيه خبيث يجلب الكثير من الأفات، إنها تجعلنا شفافون للغاية وصادقون للغاية وحمقى للغاية أيضا، نحن نظن أننا نتعلم بعد فوات الآوان لكن الحقيقة أننا نتعلم في أوقات مناسبة لنا تماما، في هذا الوقت بالتحديد حان الوقت للتعرف على خطأك لك القرار أن تستمر فيه أو أن تتجنبه أو أن تهجره تماما، نفس الأصوات التي تضج في الأعماق، إنها ذاتها من ترسم البلورات الذهبية تتطاير من عقولنا أحلاما شفافة تتساقط من فوق رؤسنا بكل الألوان إنها ترسمنا أيضا وتعلمنا كيف نطير كتلك الفقاعات، إنها تهدينا شيء جميل جدا وتخطو بنا نحو دروسنا التي نتعايش معها كل يوم.. خطوة خطوة،، نتعثر ثم نقف لا نأبه إن كنا شعرنا بالوجع نلاحق الفقاعات الملونة، إنها تسير بنا إلى الجنة، الضوء الذي ينبعث من العقل هو ذاته الطريق نحو الشمس، في هذه الحالات كان لا بد من وجود الظلام لكي نفرق بين الفكرة المضيئة والفكرة المظلمة..

لا يعنيني كم من الأظافر التي حاولت النهش في قدمي إنني ما زلت أمشي، لم يكن ليعنيني أبدا إن كنت في الطريق المعبد أم في الطريق الوعر، إنني أيضا مازلت أمشي، ولم يكن ليعنيني أبدا كم من الكيد العميق الذي يفاجئني وأنا أمشي مغمضة العينين وفي بصيرتي إبتسامتي الخافتة وبساطتي المنفردة ووعيي الفريد.. إنني مازلت أمشي أيضا.. لن أقف إلا حين يكتب لي الطريق أن أقف لأغوص فيه في عالمي الآخر، هناك فقط سوف أكون أكثر أمانا لأنني سوف أحصل على أجنحة.