اعادة تصحيح مفهوم " المراة الماكثة بالبيت "
المراة الماكثة بالبيت هي المراة العاملة بالبيت
نشر في 05 نونبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
من أكثر المغالطات التي أخذناها من مجتمعنا هي أن المرأة الماكثة بالبيت هي امرأة لا تعمل! او هي عكس المرأة التي تعمل ، ولكن في الحقيقة إذا نظرنا إلى حياتها و كل المهام التي تلقى عليها فسوف نجدها تعمل أكثر من الرجل بحد ذاته ، فمهامها لا تقتصر فقط بالبيت و انما خارجه أيضا حتى و إن كان يطلق عليها " أكثر بالبيت " أن المصطلحات المغلوطة في حق المرأة التي انشئنا عليها قد جردت كل الأمور من حقيقتها فأخذت كل شيئ من الأشياء الا الحقيقة ! المرأة الماكثة بالبيت ليست هي المرأة التي لا تعمل او المرأة التي تستطيع أن تهتم بنفسها فقط ، بل لها مهام و أعمال لا تنتهي و تدخل في سجن الروتين اليوم ، فتجد يومها من الألف إلى الياء كله مهام و قواعد أعمال تتبعها كالروبوهات، و من المغالطات أيضا عندما نقارن المرأة الماكثة بالبيت و المرأة العاملة " خارج البيت " ، فبحسب الفكر الابوي التسلطي فإنه يصور لنا بأن المرأة الماكثة بالبيت هي المرأة المثالية بالنسبة للرجل ، فهي الأم الحنون التي تستطيع أن تعتني بأولادها و أن تربيهم احسن تربية عدا عن كونها تستطيع أن تمارس العناية بنفسها و لديها كل الوقت لزوجها و.. و.. أما المرأة العاملة فيصورونها لنا كونها امرأة منفلتة تبحث عن الاختلاط بالرجال و تبحث عن الحرية خارج البيت او مقاليد المجتمع عدا عن أولادها يكبرون غير متخلقين لان امهم لم تمتلك الوقت لتربيتهم و أن بيتها طول الدوام في فوضى و..و.. لكن الواقع عكس ذلك أن المرأة العاملة هي امرأة ناجحة مستقلة و المرأة الماكثة بالبيت امرأة ناجحة لأنها هي الأخرى تعمل داخل و خارج البيت حيث مهامها اليومية تتعدى البيت و انما خارجه ايضا فهي ايضا التي تتسوق خارج البيت و هي أيضا من توصل أولادها للمدرسة و هي أيضا من تدفع الفواتير و تقف في الطوابير المحلات و غيرها و المرأة العاملة هي ايضا من تعمل خارج و داخل البيت أيضا هي ايضا من تقوم بالأعمال المنزلية و الطبخ و تدريس أولادها بعد العودة من العمل ، إذا كيف يمكننا أن نفضل بين امراتان عاملتان في نفس الوقت ؟و الاهم من ذلك لماذا أراد الفكر الذكوري تسليط الضوء و تأسيس اختلاف بين المرأة العاملة بالبيت كما احب ان أسميها و بين المرأة العاملة خارج البيت ؟ و لماذا فضل واحدة على واحدة أخرى؟ طبعا لن يكون هناك سرب من الطير مهاجر إذا لم تكن هناك عاصفة قادمة ! الخوف من المرأة حسب ما أرى، الخوف من استقلالية المرأة في هذه المجتمعات أهم سبب لتفضيلهم و تشجيعهم للمرأة و البنات الصغيرات على المكوث في البيت و غرس حب الكسل فيهن !
أن استقلالية المرأة في هذه المجتمعات ستجلب للسلطة الأبوية ويلات لا يريدونها ، قرون و قرون من غرس سياسة اتباع المرأة للرجل لا يريدون خسرانها، المساواة في توزيع المناصب و الوضائف هم آخر يضاف إلى الهموم التي يتكبدها الذكوريون الذين يتمنون لو تبقى المرأة فقط تابعة في المنزل كي لا يفقد تلك السلطة التي حافظوا عليها لقرون .
أن إعادة تصحيح المصطلحات التي تم تشويهها سيغير كثير النظرة الدونية للمراة عن نفسها ان وجدت و للمجتمع عن المرأة على حد سواء.
-
هاجر غنياتامراة
التعليقات
دام مدادك