يقتلني قلقي يا حبيبة، ويصرعني الأرق.
هأنذا للمرّة العاشرة اُعاودإشعال الأنوار وأخترق تلك الفوضىالتي أثارتها حفلة العيد التي أنهاها ذهاب الأصدقاء وأتوجه إلى الشجرة، شجرة الميلاد التي اعتدت على تزيينها تحت اشرافك.
يتيمة شجرتي هذه السنة يا حبيبة، تبكي عليها ندفات الثلج القطنية المتعلقة بالأوراق.
هأنذا اُفرغ جوربي الذي يحوي أمانيّ للعام الجديد.
لقد سبق يا حلوتي أن كتبتُ لبابا نويل أن يبحث لي عنك وأن يُعيدك إليّ، ثم عدتُ لأضع صورة لك لأسهّل عليه البحث، ثم عدت لأضع إحدى رسائلك التي تعديني بها بالعودة السريعة، ممهورة بأشد المواثيق وأقوى العهود بعدم تركي مُجدّداً، ثم عُدت وعدت.
والآن يا حبيبة، بعد أن تذكرت عنادك، أريد أن أكتب لبابا نويل أن يحملني أنا إليك.
شاحب هو جوربي يا حلوة.
أتذكر كم ملأته لك بالهدايا وأتذكر أن شجرتنا اعتادت أن تحمل أكثر من جورب، لأنك كنت دائما تُطالبين بأكثر من هدية.
لو استطعت اقناعك بعدم الرحيل، أما كنا عصفورين نتبادل الحب هنا بفيء هذه الشجرة المزدانة أضواؤها بإحمرار جروحي؟
لا تسأليني ماذا فعلتُ بعدك يا حبيبة، وهل احسن بعدك شيئاً إلا البكاء وشطب أوراق التقويم في انتظار عودتك.
يالصبري المأفون، وكيف تركتك ترحلين بهكذا بساطة؟ وكيف استطعت أن تُسطّحي كلّ آمالي وأحلامي وتجعلي مجرّد عودتك إليّ هي غاية الأماني.
يا حلوة، ألوم نفسي، ألومك، أما كان من الأفضل أن تزرعي داخلي بطلقة تُردي شوقي قبل رحيلك؟
أفتح جوربي، فتنهمر منه الذكريات.
أشتاق إليك، أملأ كفيّ بالدموع وأصكّ وجهي.
أرجوك يا بابا نويل، أكتب على ورقة، هبني الصبر، أمهل عمري أياماً إضافية أعيشها لأحبها وأنتظرها وأكتب لها، علّها ترأف بي وتعود.
-
Nafez Sammanكاتب و باحث و روائي سوري