بينَ الماضي و أنا !
كيفَ ننضج ؟ وكيفَ نستفيدُ من مشاكلنا المتلاحقة ؟
نشر في 27 نونبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
هكذا هي الحياة دائرةٌ لا تقف؛ وإنما العِبرَة بأخذ الحكمة من كل دورةٍ فيها ومن كل مشكلة أو مأزقٍ نمر فيه ؛ لا بالحزنِ والندمِ على ما فات لا بان نعيشَ في دوامةِ الحسرة و التمني الغير مجدي ! . فالحياة ليست ورديةً كما يُخيلُ لنا ولن نصل لمرحلة مريحة طيلة الحياة دونَ مرور منغصات ؛ لذلك لا داعي لأن نلقي اللوم بمشاكلنا على فترة معينة من حياتنا ، أو على شخصٍ ما أو على موقفٍ ما ، بل الأحرى بنا أن نقف بثبات نتأمل الماضي و كذلك الآتي ونتأمل أنفسنا ، أجل تأمل نفسك ما هي قدرتك في هذه الحالة و ما الحل المناسب ؟ ونحتاج أن نقف هذه الوقفة حتى لا نتسرع بأخذ قرارتٍ حاسمة ، و لنطمئن أنفسنَّا بأن الله ما كتبَ لنا هذه الطريق إلا لأنه يعلم بقدرتنا و تحملنا لها مهما كانت .
و الآن بعدَ اقتناع النفس و الاقتناع بالقدرة على حل المشكلة لنعدْ إليها ، أجل لنعد للمشكلة بعد أن تمَ حلها ولنتأملها جيداً وبتفاصيلها الدقيقة ، لسببين في الحقيقة ::
الأول : ويعرفه المعظم لنستفيدَ ولا تتكرر هذه المشكلة !
الثاني : لكي نخرج بدروسٍ قد لا تكون ضمن إطار توقعاتنا خصوصاً بعد ابتعادنا عن أجواءها الداخلية ونظرنا لها من الخارج وبعد انتهائِها .
فبعد انتهاء الأزمات بالعادة يشعر الإنسان بنضجٍ أكبر ويستطيعُ بعدها أن يميزَ حقاً ذاته أكثر ، قد نفكر : ما الذي أفضلهُ وماذا أريد ولِأَين أريد أن أصل ؟ ما هيَّ نقاط ضعفي التي يجب أن أهتم بها أكثر وأن أنتبه لها ؟ قد تكون العصبية أو كلماتٌ تخرج بلفظِ غير لائق لربما ؟ ما هيَّ النقاط الإيجابية التي يجب علي أن أقويها وأنميها وألاحظها وأوظفها بالإطار الصحيح؟! من هم الأشخاص الذين سيبقون ضمنَ إطار المقربين ؟ و بالعكس من هم الأشخاص الذين يجب علي إقصاءَهم عن دائرة العلاقات الشخصية ؟
أجل فبعدَ الأزمات بالعادة تتضح أمور وتسقط أقنعة . ليسَ عن المحيطين فقط بل عن نفسك أيضاً تكتشفُ شيئاً غير الذي قد كنتَ تظنه عن نفسك ، وهذا هو الشيء الطبيعي أن ينضج الإنسان بالتجارب و المخاطر التي يتعرض لها في حياته والمغامرات والأحداث غير المتوقعة !
وكما يقولُ الشاعر :
جَّـزى الله الشَـدائد كل خيرٍ ، ، ، عرفتُ بها عدوي من صديقي !
ويقولُ آخر في وصفِ أصناف الخلان :
ما أكثرَ الخلان حينَ تعدُهم ، ، ، لكنهم في النائباتِ قليلُ !
وكحكمةٍ دائمة أقول : " لا بأس ببعض المشاكل ، في النهاية المشاكل ملح الحياة ! "
-
Jenan Daadouمهندسة على الطريق . . !