شعوب عربية متهالكة خاوية الارادة وحكومات لا تعرف الصدق تجاه شعوبها ،

تنظر الى نفسك بين هؤلاء فتجدها حائرة ولا تعرف مكانا لنفسك فى مجتمعك الذى تحياه ،

انه الواقع العربى الذى يعيش الظلم والظلمات

واقع تحطمت معه كل امال الشباب والشيوخ والامهات وحتى الاطفال فى سن حداثتهم الذين يبصرون بعين الواقع فيقتل بداخلهم الطموح وهم ما زالو اطفالا ابرياء

استعباد بكل المعانى

لا سبيل امامنا ، ان علا صوتنا اتهمنا بالارهاب ،

نبقى فى صمتنا لا نحرك ساكنا ، ونحن فى استسلام تام لكل ظلم يقع علينا

نعيش حياتنا فى ذلك المشهد المتكرر ننام ونصحو ولا جديد

ننام ونحن نحتضن القهر والالم ونصحو على صراخ ام  تنتحب فقيدها او صغيرها

نتقلب بين قنوات التلفاز عسى ان نجد نبأ سارا او خبرا يلملم طموحنا ويبعث الامل الذى قد مات بداخلنا ولكننا كالعادة لا نسمع الا كذبهم وتضليلهم

اى بشر هم هؤلاء!

كيف طابت انفسهم ان تهنأ وصيحات الثكالى وصراخات الاطفال والآباء يتردد صداها فى كل بلادنا واوطاننا ،

هذا يقتله عدو بتهمة الارهاب وهو اعزل صغير لا يعرف فى عالمه سوى براءة فطرته

وهذا تسجنه حكومته الطاغية بتهمة التخريب

بين كل هذا كثيرا ما اتسائل فى نفسى ،كيف هى نظرتنا لواقعنا

وهل يمكن ان يبقى امل يحيا بداخلنا وهل يمكن للصغير الذى يعيش بين نيران المدافع والبراميل المتفجرة والصواريخ القاتلة ان يكون له طموح فى الحياة

الشىء الذى بات واضحا لى انه ثمة اشياء كثيرة قتلت بداخلنا

نعم

فكم من معانى الانسانية مات بداخلنا ،

اننا كما الموتى خارج قبورهم ينتظرون ان يدفنو ويعيشو تلك الظلمة

فهل بقى فينا احساس

وماذا تفعل انت عندما تجد امامك صورة لطفل صغير ممزقة اشلاءة وبجواره امه تنوحه

اننا عند هذا الموقف بالذات نجد انفسنا بلا احساس فمثل هذا الموقف المهيب اصبح لا يؤثر فينا

ولكن كيف ذلك ؟

كيف لا يؤثر ذلك فينا ، كيف

قد يتضح لنا الامر بكل بساطة اذا علمنا ان مثل هذا الموقف لا يؤثر علينا بعد ان غاب الاحساس والشعور وقتلو بداخلنا ،

فالانسان ليس مجرد جسد ، وانما الجسد يكون كتلة تملأ داخله معانى الانسانية

تلك المعانى التى لا يصير الانسان انسانا الا بها

انها الحب والعطف والاحساس والشعور والسعادة والوفاء وغيرها وغيرها

ولكن كيف هجرتنا تلك المعانى ، حتى خف وزننا وصرنا أمة بلا وزن بين الأمم

فى النهاية اننى اكتب كلمات ممزقة يتيه العاقل ان احس بمعانيها او شعر بآلامها

فذلك الآلم هو ألم أمة كاملة

واحسرتاه على صغيرى الذى مات قبل ان يعرف ما هى الحياة ،

اللهم عليك بالطغاة ،