لم يكن مقتنعا بالكثير ..لقد تسلل الشك إلى قلبه ...يقف أمام نفسه ...كم شخصية مر بها ..كم شخص قابله ...لكنه الآن يقف وحيدا ..لقد فقد كل ما ظن انه امتلكه ..كان يؤمن بحرية التعبير ..لكن لم يفهم ما هى الوسيلة ..نبضات قلبه تتسارع مع الوقت لا الخوف ...نبضه أصبح غير متزن ...يرتفع ينخفض
لقد دخل فى صراع مع قلبه ودينه وعقله ..الحرب داخله تشتعل ...يأبى العقل أن يتخلى عن خياله ..يأبى ان لا يعود للواقع الملعون هذا ...قلبه يريد العزلة ..كأن الوحدة موطنه وسجنه الأبدى ...لكن السجن أكثر راحة من الوقوع فى عالم تحكمه قوانين عرفية لا صلة لها بالحرية ....دينه التصارع معه قوى جدا ...مفاهيم أدلة نقل ....إن الإسلام بدأ منذ أن نفح الله روح فى آدم ..وسينتهى بسحب آخر روح بشرية ..لن يندثر أبدا ....تتدفق التساؤلات لعالمه المعزول ....أيا كانت التساؤلات فتحت له باب آخر ..لقد قادته إلى طريق يبدأ بإنارة جميلة شديدة الوضوح وكلما تقدم خطوة كلما قلت الشدة وزادت ظلمة الطريق...لقد انكشف السر ...طريق الخطاء لابد أن يزين حتى يلفت انتباهك ولا بد أن يكون جميل فى مظهره الأولى حتى يقنعك ....الخطاء هو ما اقوم به الآن حين سمحت لنفسى بالبقاء داخل هذا الطريق فترة أطول ...سأعود ثانية إلى حجرتى ..إلى سجنى فا ذاك العالم لا يستحق..انت فقط من تستطيع إرجاع عقارب الساعة بيديك هاتين فافعل ماتراه صوابا لك ولنفسك فى الآخرة قبل الدنيا...تستطيع أن تصحح مادمت تتنفس مادمت تحرك أصابعك ..تستطيع العودة مادمت تسير ...عد إلى رشدك وانسهم فهم لا يستحقون
-
محمد الفقىصيدلى كاتب أدبى أهوى القراءة والتاريخ والفيزياء وعلم الجينات مصطفى محمود كاتبى المفضل