أبحث عن وظيفة .. هل أبدأ عملا خاصا ؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أبحث عن وظيفة .. هل أبدأ عملا خاصا ؟

هل أقوم بعمل شركة ناشئة ؟

  نشر في 03 ماي 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

شاهدت البارحة مساء أحد البرامح التلفزية على إحدى القنوات المغربية: مناظرة شبابية عن أهمية العمل الحر و التشغيل الذاتي في القضاء على البطالة، موازاة مع البرامج التي أقدمت عليها الحكومة المغربية لتشجيع الشباب على خلق مقاولاتهم الخاصة ، كمشروع المقاول الذاتي.. المناظرة حملت رأيين:

 الرأي الأول: شابة ترى ضرورة تحمل الحكومة المسؤولية في خلق فرص شغل و إعادة تأهيل الشباب الحاملين للشهادات للولوج لسوق العمل، وأن مثل هاته البرامج هي حلول ترقيعية فارغة، تم تجربتها من قبل بدون جدوى، و قد تؤدي إلى توريط الشباب نظرا لإمكانية الفشل الكبيرة.

الرأي الثاني: شاب يرى في العمل الحر و التشغيل الذاتي حلا لمشكل البطالة و فرصة للشباب لفرض الذات و المخاطرة و العمل على أفكار عوض البحث عن وظيفة وانتظار الفرص المقدمة من القطاع الخاص أو العام.

بين هاذين الرأيين أود أن أناقش الموضوع و أدون بعض الأفكار

العديد من الأشخاص حول العالم يؤمنون إيمانا راسخا بأن الشركات الناشئة و الأعمال الحرة تحقق قيمة حقيقية كبيرة للعالم أجمع، أولا على مستوى حل مشاكل العالم و ابتكار الحلول و تحقيق الدخل المادي و المساهمة بالبحث عن موارد جديدة، ، هذا الدخل الذي بإمكانك تحقيقه ثم إعادة استثماره بشكل دائم. ثم خلق فرص الشغل و تشجيع الشباب على المبادرة.

الموجة الكبيرة لريادة الأعمال اجتاحت العالم العربي بشكل كبير في السنوات الأخيرة ، وأصبحت الطريقة الأفضل لتغيير الواقع و عمل تأثير حقيقي لا تمر بالسياسة أو الرياضة أو الفن لكن عبر ريادة الأعمال و خلق مقاولات ناشئة.

إقرأ أيضا                    أزمة بطالة أم أزمة كفاءات؟

العمل في وظيفة و ضمن فريق في شركة سواء كانت كبرى أو صغرى هو رائع أيضا و سبيل لتعلم الكثير، وهو طريقة آمنة في توفير الدخل المادي.. لكن مع زيادة عدد الشباب الخريجين، و عدم توافق العرض و الطلب، بين تكوين الطلبة و بين متطلبات الشركات أصبح التشغيل الذاتي هو ملاذ الشباب الطموح لتجنب البطالة. و موازاة مع ذلك سبق و أن تم سؤالي عن النصائح التي بإمكاني تقديمها للشباب الخريج الذي يطمح في عمل شركة خاصة كحل لمعضلة البطالة !

الجواب المختصر : من منطلق تجربتي المتواضعة هو أني لا أنصح بتجربة العمل الحر لشاب متخرج منذ البداية بمفهوم عمل شركة، لكن بمفهوم تجربة مشاريع صغرى بهدف التعلم في البداية ! لكي أناقش هذا الجواب أذكر لكم بعض الأفكار.

التعليم الذاتي قبل كل شيء

تخرجك من الجامعة و الحصول على الشهادة لا يعني أنك أتممت تعليمك، وهو إسدال للستار بخصوص كمية العلم و الهراء الذي نتلقاه في نظامنا التعليمي. ما أنصح به الشباب الخريج كحل لمعضلة البطالة هو إثبات الذات عبر التعلم الذاتي بداية، عمل مشاريع و مبادرات مصغرة، التطوع في مشاريع مفتوحة، لو لديك وقت فارغ بإمكانك أن تعمل بدون مقابل و تستفيد معنويا و معرفيا و تربط شركات و صداقات بالأشخاص عبر المبادرة. 

التعليم الذاتي هو ما سيفتح لك الطريق لمعرفة المجال الذي سيحقق لك الشغف، و قد يكون مختلفا عن تخصصك، عليك أن تكون مستعدا لتعلم الجديد !مدة ثلاثة أشهر كافية لتعلم الشيء الكثير بعد التخرج بموازاة البحث عن الذات أو العمل .

 و عوض أن تبحث على فرص الوظيفة أو العمل أو أن يتم دعوتك لحظور مناسبة عن ريادة الأعمال، إبحث عن الشيء المهم الذي بإمكانك تعلمه و القيام به لتثير انتباه الناس لدعوتك و البحث عن اللقاء بك.

مالذي ستخاطر به عند الإقدام على عمل شركة ناشئة ؟

هذا هو أول سؤال يجب أن تطرحه على نفسك، لأنك قد تفشل بنسبة كبيرة. و الفشل في أول تجربة بالرغم من صعوبته لكن هو المعيار الذي سيحدد مقدار شغفك الحقيقي بالموضوع. و قد تنجح منذ البداية و تعمل معك الأمور بشكل جيد و هو أمر رائع ! الفشل لا يعني أنك ستفقذ كل شيء، بالعكس ستفكر في الأمر بعد فترة و ستجد أنك اكتسبت تجربة كبيرة في فهم كيفية إدارة الأمور و خبايا ريادة الأعمال.  أيضا هذا يعني أن سيرتك الذاتية CV أصبحث قوية و قد يبحث عنك الجميع لتعمل معهم بعد تجربة العمل الناشئ ..

اسأل نفسك قبل البداية ؟ هل سبق لك أن مررت بتجربة قاسية استطعت بعدها النهوض بقوة ؟ هل لديك الصبر الكافي للإنتظار ؟ هل أنت ممن تحطمهم تجربة الفشل ؟ 

انطلق من لماذا أقوم بذلك ؟ عوض شرح مالذي تقوم به ! هذا السؤال هو ما سيجعلك تستمر و تخاطر و تغامر، سؤال يجب أن تطرحه عند الاستيقاظ من النوم .. لكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت لتعرف لماذا تقوم بذلك !

كل ما نقوم به في الحياة هو مرتبط بالمنفعة المعنوية و المادية  و المرح و الشغف.. مادمت تحب شيئا فقد تقوم به بالرغم من ضعف العائد المادي، و قد لا تقوم به في غياب المنفعة المعنوية و توفر الربح المادي..  ما يبحث عليه الشاب في النهاية هو الموازنة بين الحصول على كل هذه العوامل. إذا أحببت التجربة ستحصل على المرح و الفائدة المعنوية ما سيجعلك تصبر و تنتظر الربح المادي.

الفكرة لا قيمة لها في وقتنا الحالي

عوض أن تبحث عن فكرة يجب أن تتعمق في الأمر و تكون لك نظرية في الموضوع، جميع الشركات الناشئة و التي تحولت إلى شركات عظمى لم تنجح لأنها عملت على إيجاد فكرة جديدة. لكن لأنها عملت على التطبيق بشكل مختلف، و عمل نظرية مختلفة عن المنافسين. التطبيق يعني المقاتلة لإنجاح الفكرة و تجربة جميع الطرق !

الشركات الناشئة أيضا لا تنجح لأنها أكثر ابتكارا بل لأنها أكثر توسعا و انتشارا، و أول شيء يجب أن تفكر فيه هل لدي نظرية تقوم بحل مشكلة ما في منطقة معينة؟ يجب أن تركز على المشكلة لأن الفكرة قد تتغير في الطريق لكن المشكلة واحدة !

واقع مجتمعاتنا العربية و المقارنة بالمجتمعات الغربية

فكرة تغيير العالم و عمل شركة ناشئة هي فكرة مثيرة لدى المجتمعات الغربية، ينظر إليك الجميع بطريقة إيجابية، و في حالة شعروا أنك ستحل مشكلة معينة فإن الجميع سيعمل على مساعدتك لتصل، عبر الدعم المعنوى، المادي، و مشاركة عملك ..

لكن في مجتمعاتنا نحن لا نطيق التغيير، و ننظر باحتراز كبير لمن يقوم بذلك، و أن تأتي بفكرة لتقول أني سأغير شيئا ما فسينظر إليك بأنك مجنون، و أنك لا تستطيع أو تبحث عن استغلال الجميع للمنفعة الفردية ووو.. في هذا الواقع فكرة إنجاح شركتك تحتاج لمجهود مضاعف و أن تكون راديكاليا في قراراتك !

لست بحاجة إلى فكرة لكن إلى نظرية

كل ما تعلمه ملتقيات التشجيع على عمل الشركات الناشئة Startup Weekend  و ال Hackathons هو أن الهدف هو أن تصبح رائد أعمال و تعمل شركة، ما يجعل الشاب يفكر بالهدف ثم يتخاذل عن البداية و عمل الجزئيات التي ستوصله لذلك.

ما أنصحك هو أن تفكر بمشروع أولا قبل التفكير في الشركة، مشروع يحقق لك الشغف لتجد ما تبحث عنه.. ابدأ من القيام بشيء معين عوض البحث عن مالذي تريد أن تكون منذ البداية.. النجاح في النهاية هو مجموع المجهودات الصغيرة التي ستقوم بها طوال الرحلة..

وهو ما يجعل العديد من الهكرز يبنون شركات قوية جدا لأنهم يبنون مشاريع قوية منذ البداية، مجموعة شباب مستعدة لتغيير قواعد اللعبة و مستعدة للتعلم باستمرار، و عمل أشياء صعبة . إذا أخبرتهم أن شيئا مستحيلا كن متأكدا أنهم سيقومون به..

الشريك و المستثمر

أنت بحاجة إلى شريك لأن اليد الواحدة لاتصفق، كما ستحتاج عمل دخل مادي صغير في البداية و أن تكون مستقلا و لا أنصحك بالحصول على قرض للبداية، و تثبث أنه بإمكانك الكفاح بإمكانياتك قبل البحث عن مستثمر. الاستتمار غالبا لا يكون في الفكرة بقدر ما يكون في الفريق و الكفاءات، ستكون مقنعا إذا أثبت تحملك للضغط و مواصلة العمل في ظروف صعبة. !

لكن المال غير كاف طبعا وهو جزء من المعادلة وهنا أذكر مقولة لPaul graham عندما تم سؤاله على تويتير بخصوص هل المال ضروري لإنجاح فكرة معينة.

البعض سيقومون بذلك مع المال .. القليلون جدا سيقومون بذلك بدون مال 
Few will do it for money, fewer will do it without the money



  • 32

  • عبد الله العبُّوس - Abdellah El Abbous
    شريك مؤسس لمنصة مقال كلاود، وشركة خدمات الويب ديفين ويب - مهتم بخدمة الويب، المحتوى العربي الإليكتروني، القراءة، ريادة الأعمال - أنشر بين الفينة و الأخرى بعض الخربشات
   نشر في 03 ماي 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

رائع رائع رائع أخي عبد الله، الوقت التي أمضيه هنا على مقال كلاود أفضل بكثير مما أقضيه في الفايسبوك
0
فكرة العمل تتغيّر من بلد الى أخر على حسب الثقافة و المعتقد " إن كان رأس مالي أو ديمقراطي.." و كذلك فكرة النجاح تختلف من فرد الى آخر... إنّ شباب اليوم يحتاج الى الكثير من المهارات ليس فقط في العمل و كيف يختار أو يكتسب خبارات تمكّنه من النجاح و الظفر بتحقيق أحلامه أو تأسيس شركته... بل أيضاً يحتاج الى فهم التطوّر الإقتصادي و الإجتماعي الّذي يحصل في الآونة الاخيرة. لا بدّ لنا ايضاً أن نفكّر و نغيّر طريقة تفكير الفرد و المجتمع في البحث عن العمل المناسب في الوقت المناسب... و أنصحك بقراءة كتاب ل"ريتشارد أن بولز" Richard N Bolles De quelle couleur est votre parachute و أظن أنّك قرأته ..تحياتي
1
عبد الله العبُّوس - Abdellah El Abbous
شكرا أستاذ عبد الحميد على المرور الجميل
حضرتك ذكرت نقطة مهمة جدا و هي التغيرات الاقتصادية و الإجتماعية التي نعيشها الان، و هي ما يجعل تأسيس شركة في هذا الوقت سهلا، لكن النجاح و الوصول هو صعب مقارنة مع سنوات خلت !و هو فعلا ما يجعل رائد الأعمال الشاب في حاجة ماسة إلى التعلم و تطوير الذات بشكل مستمر، بما في ذلك القراءة و المطالعة بشكل دائم
شكرا بخصوص أقترح الكتاب الذي لم أقرأه .. سوف أطلع على ملخص له :)
ممتاز أستاذي الفاضل.
1
عبد الله العبُّوس - Abdellah El Abbous
شكرا على القراءة و المرور أستاذتي عفاف
hany blasy
مقال رائع ولكني اختلف معه في ان الفكره ليست مهمه فالافكار في حد ذاتها هي اساس كل شيء فالتفكير والتخيل هما اساس تطور البشرية ولو الفكرة وتطورها ما وصلنا لم نحن فيها وما نحن فيها يحتاج لأفكار مبدعة اولا مؤمنة ثانياً تبث روح الفكر والابداع..
ضياء الحق الفلوس
الفكرة بدون تطبيق لا تساوي شيئا، كثيرا ما ألتقي شبابا يحملون أفكارا و يعتقدون أنهم أول من فكر فيها ، و يشعرون بهول المفاجأة حين أخبرهم أنني سمعت الفكرة عشرات المرات و أن هناك من بدء في تطبيقها منذ سنوات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم
















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا