أما آن الأوانُ لقتل الغول يا عقلةَ الإِصْبَع؟
الوجهُ الأَشْوَه لما يسمونه حضارة
نشر في 27 شتنبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
إن الأشياء التي تجعل منا إنسانا تتلاشى.. تضيع منا في الطريق إلى حضارة زائفة منغمسة في الماديات. .
في طريقنا إلى الحضارة رَسَمْنا المعالم عبر التخلي عن الكثير من إنسانيتنا.. وعندما اصطدمنا بجدار الوهم والزيف..وأَرْعَبَنَا الوجه الأشوه الذي يلبَس قناعا بَرَّاقا يخفي وحشا يتغذَّى على فطرة المبتدئين و يربي فيهم وحوشا تتكاثر لتعيد بناء عالم شيطاني تحكمه الشهوة وعبادة المال والجنس والسلطة. . ولَمَّا نَفَرْنا من ذلك الوجه وقرَّرنا العودة إلى الانسان بداخلنا إلى فطرتنا الأولى الجميلة الوجه، السليمة الروح . .حدث معنا تماما كما حدث مع عِقلة الإصبع إذ وجد أن فُتات الخبز الذي علَّم به طريق العودة إلى بيته غير موجود! نقبته العصافير! أو ربما ذرته الرياح. .
فُتات خبزنا الذي تركناه وراءنا كان تلك المبادئ والقيم التي تَقَشَّرْنا منها تدرُّجا.. عندما كنا نَقْتَطِع منها في كل امتحان يواجهنا جزءا يسيرا يكاد لا يحس أو يرى.. في كل موقف كنا نتقدم خطوة إلى الأمام، ندعس فيها بعضنا البعض لنركب قطار الحضارة..في كل موقف كنا نغمض عينًا على شبهة أو نصْمت أمام منكر أو نتهاون في زلَّة بدعوى المرونة والدبلوماسية في التعامل مع المستجدَّات .. في كل انحناءة لريح الشر كي لا تَجْتَثَّنا من جذورنا.. في كل ذلك وغيره، كنا نتحول إلى أَجِنَّة مسوخ آيلة للولادة (بل قل للسقوط ) مسوخ نمطية متكررة تخرج من رحم الغول (الحضارة) إلى الحياة متسارعة ، متصارعة ، في سباق محموم نحو ما نراه بعين الزيف على أنه قمة الهرم وماهو في الحقيقة إلا صورة مقلوبة للحضيض السَّافل.. مسوخ تحرِّكها مسوخ أخرى أكبر منها وأقوى وأقدر على التمسك والتحكم بخيوط اللعبة العنكبوتية. .
آن الأوان لقتل الغول يا عقلة الإصبع !
آن الأوان لنعود إلى الإنسان و نعيد بناءه فينا على أرض الروح الصلبة..لنستعيد قيمنا ونثبت عليها. . وأن نحفظ سلالة الإنسان الحق من تشوهات الماديات البشعة.
-
عائشة إبراهيم"إذا تمَّ العقل نقص الكلام"