عندما ترى بعض الأماكن كالصحراء الكبرى تشعر أنها غير مناسبة للحياة، فهناك العواصف والحرارة المرتفعة، ولكن رغم ذلك، ترعرعت الديناصورات على اليابسة والتيروصورات في السماء وكذلك الزواحف البحرية وأسماك القروش في المياة الدافئة. ونعم كان هناك بعض الثدييات الصغيرة والتي كانت تعيش تحت ظلهم حرفيًا.

قبل مئة مليون سنة، وفي منتصف العصر الطباشيري، حدث فيضان هائل من مصر الحديثة إلى المغرب، وفي تلك الحقبة لم تكن تأخذ القارات أشكالها الحالية بعد، ولكن رغم ذلك كان هناك منطقة هامة ومعروفة في التاريخ القديم.

نهر العمالقة، هذا الاسم الذي يطلقه البعض على شمال أفريقيا قديمًا ؛ حيث كان يعيش الحيوانات المفترسة الضخمة، والتي لطالما كانت فرائسها مائية، حيث كانت المصدر الوحيد للغذاء، لوفرتها. بيد أن الكثير من الحيوانات العملاقة التي نعرف رأسها وأشكال جسدها كانت مصممة خصيصًا لتناسب فرائسها.

تخيل أنه على الأقل سبعة أنواع من الحيوانات المفترسة الضخمة التي كانت تشبه التماسيح كانت في تلك المنطقة بما في ذلك ال (Elosuchus) البالغ طوله ما يقرب من عشرة أمتار، وكذلك أنواع كثيرة من الديناصورات آكلة اللحوم، وسنتحدث اليوم تحديدًا عما كان ملكًا حينها، نعم السبينوصوراس (Spinosaurus).

يبلغ طوله ١٥ مترًا، نعم أطول من تي ريكس (Tyrannosaurus rex) وله أرجل خلفية قصيرة، وقدمان عريضان، بالإضافة إلى ذيل قوي وشراع بارتفاع مترين، تخيلت؟ ولذلك كانت تحذِّر المخلوقات من حجمه المخيف. ناهيك عن فكّيه الذين كانا طويلان مرصعين بأسنان مخروطية للانقضاض السريع على الفريسة المائية. ورغم أنه لم يكن لها مثيل في تاريخ الأرض، إلا أنه لم يتبقى منها إلا الحفريات.

قبل حوالي ٩٣ مليون سنة، ارتفع مستوى سطح البحر غامرًا المنطقة بالإضافة إلى تصادم الكويكبات —تكلمنا عنه في مقالة سابقة إن كنت تتذكر— والانفجارات البركانية والتغيرات المناخية الناتجة، كله أدَّى إلى إبادة الديناصورات والتيروصورات وجماعات عدة من حيوانات ونباتات. والذي مهد الطريق بدوره لنشأة أنواع من الطيور والثدييات التي نعرفها الآن، وكذلك نحن.. للأسف!