هو الإكتئاب موضة؟!
يا هذا أنفسنا لا تحتاج أن نثقلها بهموم من تفكير ضال يكفي ما بها
نشر في 03 مارس 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أحيانا تهاجمنا بعض المشاعر لا نعرف ماهيتها، ننظر الي انفسنا بعد أن يتسرب الحزن إلي داخلنا نبحث عن الأسباب، كأن أحدهم يجثم علي نفسك تريد أن تبكي بشدة ولكن هنا شئ يمنعك، تريد الإنعزال عمن حولك ولكن التزاماتك ودوامك من سيكملهم ، سيلاحظ من حولك ويتسألون ماذا بك؟ ولكن لا إجابة.
نبحث عن أسباب تجعلنا نمر بتلك الحالة ربما نجتهد بشكل عام لنجد أي سبب فكل يبحث عما يفتقده وتكون أغلب الأسباب اسقاط علي شئ ما ينقصك أو تقليل من مرحلة ما في حياتك.. متي وأين؟
أخر ترم من العام الجامعي
في خلال تلك الفترة من عامي الماضي هناك بعض الضغوط التي فرضتها الأيام علي " مشروع التخرج، الدراسة والإمتحانات، فقد عزيز، انتهاء بماذا أفعل بعد عامي الجامعي لابد من البحث عن عمل ، هل سأنجز لاحافظ علي تقدير يليق بسنوات الدراسة السابقة؟!
كانت كل تلك الأفكار تهاجمني من فترة لأخري شبيه بتلك الأيام، أفكار لا أعلم متي ومن أين جاءت مثل أنافكر ان أترك دراستي نهائياً، ماذا لو كانت كل تلك السنوات حلم وسيمر، هل استطيع انجاز مشروعي التخرج قبل انتهاء المدة المحددة ، ماذا لو كان عزيز موجود هل كان سيخفف ألم تلك الفترة أم كانت الظروف كما هي، وفي النهاية نختار من الحل الذي يقف ضدنا عزيز لم يكن موجود لقد رحل ، لن ينتهي المشروع، لن أجد عمل.. ومرت أيام الدراسة وتخرجت لكن اكتشفت أن تلك الأمور مجرد أوهام كنت أتسلح بها وأتلكأ في طريقي خوفاً من مواجهة العالم والحياة القادمة، أشهد أن المواجهة كانت قاسية ولكن تعلمت من الدروس ما جعلني أقف علي الواجهة وأقاتل.
يا هذا أنفسنا لا تحتاج أن نثقلها بهموم من تفكير ضال يكفي ما بها
مش عايزة اتكلم انا مكتئبة
اتفقنا علي أن نسمي تلك المرحلة اكتئاب، اتحدث الي هذة والي تلك ماذا بك؟ ترد وعلامات البؤس تعلوها"معلش مكتئبة شوية ومش عايزة اتكلم"، متي تسربت تلك الحالة الي أقراني في سنواتهم العشرين، أي أن براعم الحياة التي تتفتح لتحيا مكتئبة والسبب ؟!، دعنا لا ننكر أن الحياة ليست بتلك السهولة التي كنا نتخيل، دعنا نتفق اننا نبحث ونخترع أسباب لنحزن عليها، ننظر الي ما نفقدة ونقول أنه سبب السعادة وسنهنأ ولكننا فيما بعد نكتشف اننا خدعنا أنفسنا بتنمني أمور وبناء السعادة عليها السعادة ليست العمل الذي تفتقدة، ولا الرفيق الذي رحل قبل أن يأتي، أو من خذلونا في أوقات كنا نحتاجهم إلي جوارنا، السعادة ليست ذاك الشعور الذي يتسرب بداخلنا عندما نحصل علي أمر ونقف أمام من يفقدة كنوع من "المكايدة" هذا بؤس يا عزيزي، ولا هذة الفرصة التي فقدنها السعادة توجد بداخلنا وحولنا ونحن من نصنعها، لا تربط السعادة بأمر سيأتي فيما بعد،فربما لن يأتي وماذا..
الفقد ليس النهاية
ستتألم وتبكي وستبكي أكثر، ربما تصل إلي درجة الانهيار وعدم التصديق وتكذيب الحقيقة وستمر تلك اللحظة بمرها وثقلها ولكن لا تنسي انها ستصبح ماضٍ وهناك مستقبل، قد تأخذ عزيزي القارئ هذة الكلمات انها مجرد تنمية بشرية ولكن عد قليلاً الي موقف ما وأعد تلك المراحل وأخرج بالنتيجة التي حصلت عليها وضعها الي جانب قواعدك.
وأخيراً
لا تجعل تلك اللحظات تسيطر عليك، اشغل نفسك ولو بكلمات من أغنية تبعث فيك الأمل، ابتسم فالحزن لا يعيد الماضي ولن يصنع المستقبل وكن أنت ولا تقارن نفسك بغيرك فأنت لست هو وهو لا يحيا حياتك.
التعليقات
هذا ما يحصل مع طلابي في الجامعة فاحاول أن اخفف من وضعهم النفسي حين قدوم الامتحانات