بينما أرتب كراكيب الليلة الماضية بداخلي وجدتك مختبئ بين التفاصيل، زاهد في القرب كما كنت دوماً ولكنك قريب حد الاستنشاق!
و كعادتي فشلت في ترتيب المكان بداخلي، فوضوي ككل قراراتي و دواليبي!
عندما يتعب عقلي فقط أتذكر أحلام الليلة الماضية، مثل اليوم تمام، حيث أستطيع أن أتذكر أنك كنت بها و لكن لا أتذكر التفاصيل! لأني عادة أمارس أحلامي إستيقاظاً فقط!
هل ركضت نحوك و احتضنتك بقوة صارخة بك أني حقاً أشتقت لك؟ و هل أخبرتك كم انا متعبة؟ و قاسية الحياة هي معي، أم أني فقط أشعر بالوحدة لأنك لست هنا!
لابد أني حلمت بالمشوار الطويل الذي لم يكن يوماً يقبل القسمة على أثنين و أني أسير به وحدي منذ وقت طويل لم أعد أذكره!
ليتنا جلسنا وتحدثنا عن أحلامنا البعيدة و الحياة التي لم نختارها و اختارتنا، أو فقط جلسنا في صمت، لأن الصمت أصدق و الكثير من الحديث مجرد كذب!
كذب كلمة بشعة و عار! و لكننا نكذب كل يوم لكي نال رضا الآخرين و نزيف الحقائق و نعيش أحياء أموات خائفين مذعورين!
الخوف هو الكلمة التي أبحث عنها منذ أن بدأت هذه الخاطرة و لكني خفت أن أكتبها منذ السطر الأول!
أنا أستطيع أن أرتب كراكيبي و أخرجك ولكني أخاف أن أشعر بالفراغ من دونك! أستطيع أن أتحدث بصدق دون مسايرة الآخرين و لكن لا أحد يرغب حقاً في سماع أي شئ غير صدى أصواتهم و أفكارهم!
أستطيع أن أرتمي بين ذراعيك و أخبرك بأني حقاً أحبك! وأنك آخر فكرة تخطر في بالي قبل النوم و أول من أبحث عن أسمه بين دفاتر هاتفي عندما أستيقظ! و لكني أخاف الخذلان! و من جرب الخذلان لن ينسى و لن يغفر!
متعبة أفكاري لأن خيار الفشل رفاهية لا يملكها المتعبون أمثالي، نحن الأشقياء الذين رُمِينا بها بدون سابق ثراء و لا جمال و لا نملك غير أحلامنا و عقولنا المتعبة!
حتى الحب يعتبر رفاهية نمارسها في أحلامنا على استحياء! نحن قوم الأشقياء ما يبقينا على قيد الحياة هي أحلامنا التي لا تسد رمق و لا تستطيع أن تمنحنا دفء قلب يدق بلا كلل بجوارنا ليلاً!
نحن قوم جُبلنا على الخوف منذ نعومة الأظفار، نخاف من الحياة أكثر من خوفنا من الموت، نرمي بعضنا بالعار ليس بسبب الكذب و لكن بسبب الحياة، فحياة البعض تعتبر عار وفق مفهوم البعض! الذين يحكمون علي الآخرين بالفسق و الصلاح بحساب عدد الطبقات التي تغطي أجسادهم المتعبة!
مازلت مؤمنة أنه لا يوجد حب و أنه فقط وليد أحلام عقلي المتعبة في الليالي الطويلة، عندما أشعر أني بحاجة لقسمة أعباء الطريق مع رفيق ما، و لكن يأتي الصباح و يستيقظ النيام عندها أستعد أنا للنوم و أعرف أني سوف أستيقظ نهاراً في منتصف حلم لن يكتمل يوماً، و أن بعضنا عليه أن يسير وحده و طريقه غير قابل للقسمة إلا على نفسه وحده! فأقدارنا فردية!
-
فائقة العوضمدونة سودانية فى عشرينيات العمر، تكتب عن الحياة!