كان آدم أعلم أهل الأرض في زمانه، بما قذفه الله في قلبه من علم معرفة أسماء الأشياء في الطبيعة من حوله، ثم كان من قابيل ما كان فتعلم من الغُراب كيف يواري جسد أخيه
ثم كان من النسل ما كان من تعلم فنون النحت، حتى وقعت الكارثة بعبادة الأحفاد ما شكله الأجداد!
وعلى مستوى تعامل الله مع البشر، ولنأخذ "تقديم المال بنية التقرب إلى الله" كمثال لتشريع إلهي لبني الإنسان، فنرىٰ هذا التحول الكبير بين القرابين التي تشتعل فيها نار آتية من جهة السماء، وبين نظام الزكاة في شريعة النبي ﷺ
فإنسان ما قبل التاريخ كان لا يتصور أن يتنعم أحدهم في ماله، كان الإنسان أنانيًا!، ولذلك أقام الله تشريعًا يتماشى مع عقل الإنسان ومدى تفكيره في هذا الوقت
حتى وصلنا إلى التشريع الخاتم، فوجدنا المال يُنفق من أجل الله، لا لتأخذه نار من السماء -كما كان يحدث-، ولكن ليُعيد دورته في نظام تكافل مجتمعي!
فالتطور في المسيرة البشرية أمر ثابت ومعروف، حتى على مستوى العِبادات -كما بينا-
فإنسان الكهوف لا يستو مع إنسان الهبوط على القمر بإي حال من الأحوال!
فمسلم اليوم الذي يخشىٰ من خوض غمار معركة الوجود الحالية من اقتحام أوجه العلوم الحديثة، هو مسلم يقف ضد قوانين الله في كونه، في زمن يسير بلا توقف!
-
محمد رفعتطالب جامعة الأزهر بكلية الصيدلة، 20 سنة، أحب احتساء القهوة إلى جانب القراءة ومتابعة الأحداث السياسية