لكل متكبر حكاية وحكايتنا اليوم عن زعيم المتكبرين النرجسي العظيم الذي لطالما تفاخر وتباهى أمامنا بسرعته الهائلة ، حير العلماء سنوات وسنوات ولكن نسي مع رفعه رأسه تفاخرا وتعاليا أن مصيره الإرتطام بجبل عالي والسقوط من العلالي دون أن يلتقطه حتى متعالي . الضوء ذلك المتبختر المتغطرس كان يتباهى بسرعته الكبيرة جدا جدا والكل شهد له بل وسلم له بهذا ، تصل سرعة هذا المتعجرف تقريبا (299,792,458 م/ث )، و في أحد الأيام كان ذلك المفاخر يسير في الهواء بسرعته تلك الى أن شاء الله أن يكسر أنفه فأسقطه في بركة ماء فتباطأت سرعته الى (224,900,568.64216م/ث ) ، لكنه لم يأبه للأمر أبدا واستمر على حاله متعاليا متفاخر يحمل بين فوتوناته العديد من الأسرار .
" ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع " انطبقت هذه المقولة على الضوء بعض الشئ حيث وصلت أبطأ سرعة للضوء الى (17 م/ث) وتم هذا الأمر عند تجميد ذرات الروبيديوم الى درجات مقاربة جدا للصفر المطلق ما شكل ظاهرة غريبة للمادة تدعى بتكاثف بوز - اينشتاين . جاء اليوم الذي سقط فيه ذاك المتعجرف حيث استطاع العلماء ايقافه عن الحركة في احد المختبرات حيث قامت الفيزيائية لين هاو وفريقها بتطبيق حالة بوز اينشتاين عمليا عام 1998 وعندما سلطت الضوء على هذه المادة تباطئ الى ان توقف لمدة جزء من الألف من الثانية فكانت كنبضة قامت بإيقافه وضغطها في المادة عند ايقاف فجائي لليزر الذي استخدمته في التجربة وعندما اعادت اشعاله عاد الضوء الى سرعته الاعتيادية وكثافته فكانت لين أول فيزيائية ترى الضوء متعريا من كل قواه مكسور الأنف ضعيف . قلت لك أن التكبر لا يفيد وأن لكل متكبر نهاية فياللعار حين اكتشف العلماء ما هو أسرع من الضوء ، حيث أعلن خبراء سيرن في الاختبار الدولي " اوبرا " ان النيوترونات اجتازت نفقاً يبلغ طوله 7300 كيلومترا بسرعة 300006 كيلومترات في الثانية، أي 77 كيلومترات في الثانية أكثر من سرعة الضوء والتي استخدمت فيها أجهزة قياس ورصد فائقة الدقة، لرصد سرعة 15 ألف " نيوترينو " أثناء انتقالها من مركز "سيرن" في سويسرا، إلى مركز أبحاث "غران ساسو" قرب العاصمة الإيطالية روما ولكن للأسف لم تكتمل فرحتنا بخيبة ذاك النرجسي المتبختر حيث قيل أنه يوجد خطأ في دقة تلك القياسات وهذا يبدوا لي منطقيا بعض الشئ حيث أن اينشتاين في نسبيته قال أن لا شئ في الكون يفوق سرعة الضوء الا اذا انعدمت كتلته تقريبا ، يبدوا أن هذا المتغطرس سيظل متربعا على عرش الغموض والإثارة حيث أننا في كل لحظة نكتشف عنه شيئا جديدا . بقلمي : هدى عكاوي
-
Huda Akkawiطالبة فيزياء سنة رابعة .... هوايتي الكتابة..... المقالات الادبية او العلمية بنكهة ادبية