فوبيا التغيير - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فوبيا التغيير

كلنا نملك القدرة و معظمنا يخاف التجربة

  نشر في 23 نونبر 2016 .

البعض يتمسك بالأشياء ليس حبا وشغفا ولا حتى نوع من أنواع الاعتياد إنهم ينظرون للأشياء الجديدة من أماكن مرتفعة العلو أو من حفرة كبيرة فيظنون أن الوصول يتطلب منهم السقوط في بئر عميق أو صعود يتبعه سقوط أصعب ، أو أنهم يشعرون أن هذا الشئ الذي يتمسكون به كصندوق أسود يمتلئ بالأسرار فيكون تمسكهم به ظنا منهم أنه يوما ما سيفتح على عالم آخر من السعادة دون أدنى مجهود ، أصبحنا مصابون بفوبيا التغيير.

بعضنا يتمنى التغيير لكنه لا يفضل الإختيارات يتمنى لو جاءه التغيير كفرض يجب أداؤه أو كحل واحد ونهائي ليس له بديل وليس له حق الرفض ، اننا نخشى لوم أنفسنا أكثر من لوم الآخرين ، فكرة الندم مفزعة ، لو كنت انتظرت ، لو كنت بقيت ، لو لم أذهب لهذا الاختيار ، وحين نهرب بأنفسنا من هذا اللوم المنتظر نفضل البقاء كما نحن في نفس الأماكن المهلكة و نفس الظروف المؤلمة خوفا من ألم أكبر قد لا يأتي أبدا

تلك القيود التي نقيد بها أنفسنا بشدة حتى نظن أنها أصبحت جزء منا لا نستطيع التخلي عنه ، أننا نقيد أنفسنا بأشياء فرضتها علينا ظروف فانتهت الظروف و مضت المواقف و ظلت تلك القيود عالقة بنا لا ندري إن كنا نحن من نتشبث بها أم هي من تتشبث بنا حتى أصبحت جزء من الواقع و لم نعد ندرك أننا نملك القدرة للتخلي عنها و تغييرها ، ثقافة التغيير في عقولنا أصابها الصدأ من قلة الاستخدام ، حتى أن بعضنا لم يعد يدرك أنه يملكها.

وفي حين أن الله سبحانه أخبرنا أننا نملك تلك القدرة على التغيير مازلنا نحن نقف مكتوفي الأيدي ننتظر تغيير إجباري حتى لا نتحمل نتائجه أو أن نجد من نلقي عليه اللوم ، حينما قال الله في كتابه العزيز(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) أنه سبحانه أعطانا الإشارة و أوحى لنا بحل لكل الهموم ، أعطانا وعد واضح انه سيغير هذا الحال الذي بتنا نشتكي منه ليل و نهار فقط حين نتمسك بقدرتنا على التغيير و نستخدمها فعليا و ما أن نبدأ بتغيير أنفسنا فسيكون تنفيذ الوعد الإلهي بتغير ما يحيط بنا من ظروف في الحياة

لا شك أن التغيير يحتاج شجاعة ، يحتاج القدرة على التخلي و شجاعة مواجهة القادم أيا كان ، انه يحتاج قوة الاستمرار فكثير من طرق التغيير تنتهي بنا عند أول منحنى نظن أن صعوبته اكبر من تحملنا فنعود بجبال اللوم و التحسر على حال الجمود الأول ، التغيير يحتاج أن لا تلتفت خلفك وكانك ولدت اليوم ، كل ما في الأمر أن تملك الوعي الصحيح وتسير في طريقك بعيون مفتوحة و بعقل شديد الملاحظة و بقلب متعلق بالله و حتما ستصل.


  • 6

   نشر في 23 نونبر 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا