الخطوة الثالثة من الخطوات الاربعةلتحقيق النجاح : فكر محمي و محصن نهائيا ضد كل التأثيرات الهادمة و الافكار السلبية التي تأتي من الوالدين و الاصدقاء و البيئة المحيطة.

عندما تحس بالجوع فإنك تختار ما ستأكله بحيث يفيد جسمك و يقويه و طبعا لن تختار شيئا يضره. هل تتخيل أن تأخذ صحنا من مطبخك ثم تتوجه إلى القمامة لتملأه بنية تناوله على الغذاء؟ طبعا لا.

نتصرف بحذر و انتقائية مع المعدة و حاجياتها و نظهر قمة الاستهتار عندما يتعلق الأمر بما نُدخله إلى عقلنا. لنستيقظ! أيهما أهم؟

الطعام الفاسد يضر الجسم، وكذالك الافكار الفاسدة تضر بعقلك عن طريق الاحباط و الشك و التراخي و التفاشل و فقدان العزيمة.

ستجد حاملي هذه الافكار في التلفاز و الراديو و الجرائد و بين الاصدقاء و الجيران و رفقاء العمل و حتى الوالدين. و ستلاحظ أن البعض منهم أو كلهم لديهم رغبة كبيرة في أن يشاطروك رأيهم فيما تفعله. تذكر أن الأراء الجاهزة هي أرخص سلعة على الارض, الكل يريد أن يعطيكها رغما عن أنفك شئت أم أبيت سيصلون إليك ليقولوا رأيهم, سيدخلون من النوافذ و الأبواب, سيخترقون السقف و الجدران, سيصعدون من المجاري ليصرخوا في وجهك : لن ينجح ما تنوي فعله.

و كأنهم رسل السماء يحملون على عاتقهم أن يوصلوا إليك رسالة مفادها بأنك لن تنجح في ما تطمح إليه. المضحك في الأمر أنهم يجزمون بكونك ستفشل و كأن ستار الغيب قد انكشف عن عيونهم و الأدهى من ذلك أنهم لم يجربوا يوما ما تطمح إليه بأنفسهم ولن يجرؤوا على خوض غمال التجربة, بل فقط سمعوا اشياء و كونوا آراء. احذرهم و كأنك تحذر الطاعون : إنهم سارقوا الأحلام الذين تحدثت عنهم هنا.

قد يكونون ممن يكرهون أن يروا صديقا قد أفلح لأنه سيذكرهم بفشلهم, و قد لا تكون نواياهم سيئة و يريدون ثنيك عما تعتزمت خوفا عليك من السقوط تحت وطأة الفشل.

لكن يتوجب عليك أن تحصن نفسك بل و تتخذ موقفا هجوميا لتجبرهم على التوقف ترديد عبارات من قبيل "لن تنجح لن تستطيع" على مسامعك. فالأمر شبيه برمي بذور الاعشاب الطفيلية في حقلك. فهل ستحميه؟؟

يذكرني الأمر بقصه مجموعة من الضفادع في بئر مهجورة و كلما حاولت إحداها القفز في نتوءات جدار البئر, بدأت الأخريات بالصراخ : "لن تنجحي, ستسقطين و تتأذين, توقفي عن المحاولة يا حمقاء" فتسقط و تتوقف عن المحاولة. و في أحد الأيام بدأت ضفدعة أخرى محاولاتها و ارتفعت الاصوات كالعادة لكن الضفدعة لم تتوقف, سقطت و حاولت مرارا إلى أن نجحت, و كان سرها بسيطا : كانت صماء.