علمت اني لن ابرح الارض ما دام الاوغاد فيها ، سلبوها مني وهي ملكي وخاصتي وفيها ذكريات طفولتي وهي جنتي وامي وابي ، امشي بين ترهاتها وانا خائف ، لماذا أليست هي لي لماذا التنكر بلباس ليست لي ، أليست فيها بيتي واهلي وجيراني ، كل حبة رمل تشهد لي والطيور في جو السماء وبهديلها تحن لي ما زلت اكتب على جدرانها عبارات الشوق والحنين ، وزمجرة الغضب ما زال في صدري يتجلجل وطبول الحرب لم تهدأ والاوغاد في ازقتها قد انتشروا زرعوا الخوف واحسنوا وانبتوه في قلوبنا ، لكن اصراري يزيد يوما بعد يوم بأني لن ابرحها ما داموا فيها ، كيف لا احبها وفيها اولى القبلتين وثالث الحرمين وهي مسرى نبينا الكريم ، ذهبت اشكوا لجيراني عن تصرفات الاوغاد لي ذهبت اشكوهم بأن الاوغاد قد داسوا كرامتي ودنسوا مسرى نبيي و عاثوا في ارجائها فسادا ذهبت وفؤادي قد حمل من الغم والهم ما حمل وهم اهلي ومني ومن دمي ولحمي ، واذا بهم يعانون ما اعاني وصراخهم عانق السماء ودخان الغدر يلف بأرضهم والاوغاد فعلوا بهم كما فعلوا بأرضي هنا وهناك فهما لا يختلفان وان اختلفت افعالهم واتفقوا على ابادتنا ارى نساء ثكلا وثياب رثة ودخان يصعد إلى عنان السماء فقلت لهم انا جاركم اعاني من ويلات الاوغاد هم في كل مكان يسطون يهتكون يسفكون يحرقون فقلت لعلكم تغيثوني واذا بكم تجرون ثوب العار كما اجر وتذوقون ما اذوق والاوغاد هنا وهناك رجعت لاهلي واخبرتهم بما رأيت فقلت يمننا تصرخ تنادي ولكن لا مجيب ، ارض الحضارة تشتكي ولكن لا مسمع لها يمننا السعيدة اصبحت تعيسة لا ترى السعادة فيها ابدا الاوغاد منهم لا من غيرهم ولكنهم شر مكانا واضل سبيلا ، قتلوهم وشردوهم ومثلوا بجثثهم لا ملة لهم ولا نهاية لاعمالهم فهم ذئاب على هيئة بشر، قلت أزور جاري القريب وإذا به جريح ودماؤه تسيل فقلت ما بالك قال اعاني ما تعاني ولكني من قريب مزقنا بعدما كنا اخوة هذا نصرة وذاك حر وهذا الاخ الكبير والغريب دخل بيننا يقول انا مع الكبير فأرضنا صارت مرتعا لمن يريد التصفية والحساب الاليم والغريب اصبح يعلونا بكل انواع العتاد وفعل بأرضنا كما فعل التتار ببلاد الرافدين انتم اصل الحضارة انتم اهلها الله المعين ، ذهبت لجاري الكبير قلت ما بالك تإن قال سببه ذاك البرغوث اللعين قلت اعندك براغيث قال هم اوغاد على اشكالها لا بد ان اقضي عليهم قبل ان يمزج دمي مع دمهم وهذا ما يريدونه ، تركته بعدما رأيت ارضه على جرف هار بعدما كانت ارض النيل حياة الاخرين ثم رحلت عنه الى حين ، قلت ازور جاري الرافدين لعله ينقذني من ويلات الصهاينة الملاعين قال والله اعاني ما تعاني لكن من اوغاد المجوس الحاقدين نكلوا فينا بكل انواع التنكيل هم اصحاب الاعمة السوداء الماكرين هم شر البرية فقلت كيف التنكيل قال قطعوا انوفنا وآذاننا واناملنا بسخرية الحاقدين ،قلت والله لم يفعله ذاك الصهيوني اللعين قمت من مكاني وضربت كفا بكف وذهبت لجاري البعيد فإذا بإرضه تحرق امام الناظرين بعدما حكمها معمر سنين قلت ماذا حدث لكم قال انا شأني شأن الآخرين ، بربكم ماذا حدث بأرض العروبة سلبت من تحت اقدامنا اذا هي افول حضارة امتدت آلاف السنين تعسا تعسا لحياة الذل والهوان وها انا اكتب ما شاهدته من دمار ودموعي ذرفت على ما كتبتة وعاثت فساد بكتاباتي وخلطت كلماتي ببعضها كما فعل الاوغاد بأرض الاحرار ورفعت صوتي عاليا وقلت لن ابرح ارضي مهما صار ولو عانيت سنين .
-
احمد العريحاصل ليسانس دراسات اسلامية وخبرة في مجال المكتبات والمعلومات