مونتايو القرية الاوكسيتانية
تاريخ قرية منسية
نشر في 17 يناير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
إنها قرية "مونتايو" البائدة التي تحدث عنها المؤرخ الفرنسي ايمانويل لوروا لادوري في كتابه "مونتايو فيلاج اوكسيتون" للاطلاع على أهمية هذا الكتاب يتبادر للذهن التساؤل عن الدوافع وراء كتابة هذا المؤلف ، والذي ترجع الإجابة عنه إلى سببين :
أولهما : إحياء تاريخ شعب مونتايو ، القرية الفرنسية التي تعرض سكانها للإبادة الجماعية منذ زمن بعيد ، والذي كان قبل محوه والقضاء عليه يمتلك ثقافة واسعة وعادات فريدة تجعل قريته جديرة بالدراسة والاهتمام .
وثانيهما : تسليط الضوء على دور محاكم التفتيش في القضاء على شعب مونتايو صاحب العقيدة الكاثارانية والنبش من جديد في الذاكرة لإظهار التاريخ الحقيقي لهذه القرية وذلك اعتمادا على مناهج اثنوغرافية وتاريخية .
عندما نتحدث عن الكاثار فإننا نقصد الطائفة الخارجة عن الدين المسيحي خلال منتصف القرن 12م والتي كانت تتواجد في معظم مناطق أوروبا الغربية وعرفت باسم "الطائفة الطاهرة " .
معتقداتهم
- التضاد المستمر لمبادئ الخير والشر
- الاعتقاد أن الروح كانت أسيرة الجسد لارتكاب الخطيئة
- منع أكل اللحوم ومنتجات الحيوان الأخرى كما أيدوا الانتحار عن طريق الجوع
لقد اعتنق الكاثارانيون مذهب "المثنوية" اللاهوتي الذي يعترف بوجود قوتين الاهيتين واحدة خيرة والأخرى شريرة ، تتصارعان منذ الأزل وخضعوا لشعائر تدعى "consolamentation"، وبعد سنوات من امتحان صارم من الصوم والتعليمات على المتعمد منهم أن يقسم بان ألا يمتلك أي عقار أو يشارك في أية حرب فينال بعد ذلك المؤمن لقب الكامل .
عادات الزواج بقرية مونتايو
إن الاحتفالات التي كانت تقام للزواج والاعراس ، كانت تعد أهم احتفالات القرية على الإطلاق ، باعتبار الزواج في نظرهم هو المحافظة على الوحدة الاجتماعية لساكنة "مونتايو" ، وعلى بقائهم ، فقد كانوا يأملون ألا يبقى فرد واحد من الساكنة عازبا أو دون زواج ، وكانت المراسيم تتم على يد كاهن يدعى "غيوم بلباست" ، فالزواج عندهم حسب الكاتب غنى بعد فقر وثراء بعد فاقة .
دورالمرأة الكاثارانية بقرية مونتايو
كانت المرأة الكاثارانية تمثل أمام المحكمة وتخير بين الزواج برجل كاثوليكي فتسقط عنها العقوبة وتعلن توبتها بالعودة للدين المسيحي وتوسم برسم صورة صليب اصفر على صدرها وهذا دليل على تخليها عن الطائفة الكاثارانية ورجوعها إلى الدين المسيحي أو يكون مصيرها الحرق حية أمام عامة الناس إن هي رفضت ذلك .
لقد اعتادت المرأة الكاثارانية أن تعنف من قبل زوجها وتعامل بقسوة ووحشية وهذا مادفع العديد من النساء إلى الهرب والهجرة إلى البلدان المجاورة طلبا للأمن والأمان .
الطفولة في المجتمع الكاثاراني
تشكل قضية إنجاب الأطفال في المجتمع الكثاراني إحدى المشكلات الأساسية ، والتي تختلف بشانها الاراء فمنهم من يؤيد فكرة تحديد النسل ومنهم من يعارضها بدليل أن الأطفال بعد أن يكبروا سيساهمون في الرفع من المستوى المادي لأسرهم .
أما مايتعلق بوضعية الأبناء فيذكر صاحب الكتاب أن المولودة الأنثى لاتسجل في سجل الولادات كالمولود الذكر بالإضافة إلى أنها تخضع لنفس المعاملة ومصير والدتها ، كما أن معظم الفتيات يصبحن خادمات ومحظيات في بيوت النبلاء .
وختاما يمكن القول أن الكاثارانية لم تكن ديانة واضحة المعالم ذات مبادئ محددة وثابتة كالكنيسة الكاثوليكية ، إنما كانت توجد هناك مجموعة كنائس كاثارانية تلتقي غالبا وتختلف أحيانا وهذا ما أدى إلى القضاء عليها وتحطيم قوتها تدريجيا مع مطلع القرن 13م من قبل محاكم التفتيش .