سؤال المقصلة: لماذا تكتب؟
لن ابالغ فأقول: انا اكتب اذاً انا موجود
نشر في 09 يوليوز 2021 .
حين سُئِل الروائي المكسيكي كارلوس فوينتس عن سبب كتابته أجاب "لأن الكتابة من الأمور القليلة التي أجيد صنعها".
أول عهدي بالكتابة كان في سن السادسة من عمري، كانت تلك الزيارة الأولى لي الى تركيا، أقمنا حينها في بيت خال والدي الريفي المؤلف من طابقين: السفلي منه حظيرة، والعلوي مؤلف من غرفة واحدة ومطبخ منفصل عنها ليس إلا.
كان الخال يأتي كل مساء، فيغير ملابسه التي كان يرتديها للذهاب الى المدينة، ثم يرتدي ملابس الضيعة (الشروال والقميص). يجلس تحت النافذة التي تظللها شجرة الجوز العملاقة في الحديقة الخلفية للبيت. يفتح الحقيبة مستخرجاً منها عديد الأوراق والدفاتر ثم يهم بالكتابة. وبنزعة طفولية بريئة كنت اخذ أنا دفتر امي التي جلبته لكتابة مذكراتها وأبدأ بالشخبطة على السطور بجدية تامة، سطرا وراء سطر حتى ملأت سطور الدفتر كلها.
لن أبالغ فأقول "أنا أكتب إذاً أنا موجود" لكنني حين أكتب أشعر بلذة فائقة؛ كالذي يُنصت لمقطوعة موسيقية يعزف ألحانها موسيقار بارع على البيانو هويناً. أشعر بدفء الماضي يمتثل في كل ما هو حولي. أشعر بعذوبة المستلقي تحت ظل وارف بعد طول طريق. أظن أنني أكتب لأن بحاجة للكتابة، لأنني أشعر بالإشباع نحو الحياة.
- 1
-
-
Hussam Hamzehمغامر
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
ما بين التثقيف والتصفيق فى الجمهورية الجديدة!
دائماً ما كانت «الأنظمة» تستخدم «المثقفين» للترويج لأعمالها ومشروعاتها(هذا إن افترضنا أن هذا النظام يمتلك مشروع بالفعل)، ولكن فى الماضي كانت هناك أنظمة «عاقلة» ومثقفين «موهبين» قادرين على الحفاظ على الحد الأدنى من «الاحترام» والمعقولية فى «الطرح» و فى مستوى
