الغربة مع مريع كعبي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الغربة مع مريع كعبي

"اللغُّة لا تُنصفَ، بالطريقة المناسبة، التي أوّد بها الحديث عن شخصٍ أحبه، مريع كعبي، فسلام الله عليه"

  نشر في 07 شتنبر 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .


هكذا هي الحياة...أن تأتي الفرص لمن لا يريدها...وإذا أتت لم يردها...فالمأساة أنه...لا يستحقها؟!

الصديق الحقيقي هو الذي تحب أن تتدفأ بحنان أخوته قبل صداقته، فيكون لك مكملاً لا تابعا.. تذوب كل حواجز التكلف والتصنع في شعور واحد " المحبة الصادقة التي لا منفعة ولا مصلحة منها".

ليس السخاء بان تعطيني ما أنا في حاجة إليه أكثر منك، بل السخاء في أن تعطيني ما تحتاج إليه أكثر منى، هكذا كان صديقي وأخي الذي لم تلده أمي "مريع يوسف كعبي"

لم يبك يوما على طيبته ... فهو يعلم أنها نادرة كالمعجزات .... بل دوما هو فرح بطيبته ... فهي ليست ضعفا ... بل كبرياء حتى الممات...

هناك رجال كالمدن، تهزمك أسماؤها مسبقاً.. تغريك وتربكك، تملؤك وتفرغك، وتجّردك ذاكرتها من كلّ مشاريعك، ليصبح حبهم كل عالمك...

وجُود المرء مع الأشخاص المُناسِبين من حوله أفضل من ألف عملِية تَجميل ودورَات نضارَة المحيا، وبوجودهم يرى المرء نفسه مشرق الوجه لا شحوب يرهقه ولا تعب الحياة يضنيه، فمن لم يكن كذلك فعليه أن يراجع خيارات صحبته.

لطالما استوقفته "مريع" حميميةُ الأشياء، ولطالما مال الى جهتِي لكُل مَا يُجنبنُي مشّقة التبرير، ولم يحدث أن فاتته فرصَة أن يتواجدَ فِي المحطاتِ الآمنَة، أُقرب إلى نفسِه ساعيا الى دوامِ صرحِ الموّدة سالمًا من حدّة الخصامِ أو فداحةِ الفُراقَ، حافظا المحَبة بيني وبينه ومع كُل من يمُد يدهُ بالمصافحَةِ مؤكدًا نيتهُ في حفظها.

واحد وعشرون عاما مضت لم التق به وجها لوجه لكنه لا يزال معي حاضرا في كل صغيرة وكبيرة، وأجدني أحلمُ بالكثير مما لم تطالهُ يدِي بعد، تتُعبنِي عزيمةُ المسافاتَ ويثبتُني عليهَا أن الصبر ينالُ منِي في النهاية، ومحدوديةُ الخياراتَ هي ما يُسّيرُنِي نحو ما يوجد في ذيل القائمة.. الانتظار!

واحد وعشرون عاما مضت لم أغفَل فيها قطُ عن شقوقِي أو خيباتِي والعمر يمضي، وأختار في كل مرةَ أن أمرر أصابعِي عليها، لأقنع نفسي أننِي لستُ مرغما على التجاوز، ليُعلمنِي كيف أرسو على شواطِئ القوةَ من بعدِ الضعف والوهن.

أُحِبُ تلك الأوقات الجميلة المضيئة في جازان، التي تتّسمُ فيها الحياة، بالسّعَة، كسمَاء لا حصر لامتدادها، فكَيفَ تصير في لحظة أخرى أضيّق من جحرٍ صغيرٍ جدًا لا يكاد يتسعُ إلا لأصغر مخلوقاتِ الأرض!

"لا كرَمٌ في هدرِ الوَقت على شحِيح اللحظة، ولا سماحَة في صبِّ التنازل لمُتعنِّت الموقف؛ ولا إقبال من أقصاكَ يشبه التفاتاً على مضَض، ولا سلامٌ من عمقِ الرُوحِ يعادلُ سلاماً بطرَفِ الكف".. ما كان مريع كعبي هكذا ولن يكون.

"اللغُّة لا تُنصفَ، بالطريقة المناسبة، التي أوّد بها الحديث عن شخصٍ أحبه، مريع كعبي، فسلام الله عليه"

ماهر باكير دلاش


  • 3

  • Dallash
    وَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
   نشر في 07 شتنبر 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Fatma Alnoaimi منذ 2 سنة
"اللغُّة لا تُنصفَ، بالطريقة المناسبة، التي أوّد بها الحديث عن شخصٍ أحبه."
بعض المشاعر لايتسع لها صدر الكلمات،
هي أعمق وأكبر من حبسها في كلمات نختارها بعناية؛لتعبر عن ذلك الشعور بالحب لروح تشاركنا كل التفاصيل والهزائم قبل الانتصارات.
كنت هنا
أتأمل كلماتك التي عادت بعد غياب لتعبر عن مشاعر نقيةكتبت بطريقة فريدة.
دمت متألقاً.

2
Dallash
أحياناً اخت فاطمة هناك كلمات تعجز عن البوح بمكنونها إلى شخص نحبه..وهناك كلمات مهما كانت بلاغتها أيضا تعجز عن إيصال المشاعر ضد ذلك الشخص. دام حضورك اختي فاطمة وعودا حميدا ايضا لك .. سعيد جدا بتواجدك
Dallash
لطالما كان حضورك مميز اختي فاطمة ..دمت دوما حاضرة متألقة..

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا