سبحان من جعل الحبّ في قلوبنا فتيًّا عصيًّا على الشيخوخة .. و جعل سقيا أرواحنا عذبًا من ذاك النّبع السّاحر ..
حين نحبّ .. تضحك أسارير الرّوح، و يندى جبين الفرح في عروقنا،
حين نحبّ.. يضحك القلب.. نعم يضحك .. وتكاد تسمع صدى صوته ارتطامًا بين دقّة القلب و ضلع الهوا..
يا هذا .. إنّنا حين نحبّ نتّسع أكثر .. و نغفر أكثر .. و نحتمل أكثر .. و يغيب صدى صوت الشيطان خلف أسوار المادّة كلها ..
حين نحبّ نصبح أكثر قوّةً و آثارًا في الأرض، نصبح أكثر جلدًا و وعيًا ..
ولأجل دوام الحبّ، على ميزاننا أن يستقيم فلا نخسر .. وعليه أن يكون دقيقًا رحيمًا فنجمّع لا نفرّق .. و نولّف لا ننفّر ..
حين نحبّ نكون نحن أكثر .
و إنّي أحبّ، ومن كلّ قلبي،،
و روحي بذاك شهيدٌ وثيق ..
أحب أبنائي دفء روحي.. و زوجي كتف الطريق .. و أمّي ميزان عقلي .. و أبي الدفء الدفين .. وإخوةٌ هم في الدنيا ظلٌّ ظليل و مراحٌ أصيل ...
و أنا في ذلك الحبّ أتهادى:
تارةً فيه أغفر دون عناء، و أخرى أشتاق كوخزةٍ في صميم القلب لا يزيحها إلا لقاء، و ثالثةٌ أحبّ حتى البكاء .. و أخيرةٌ أمتنّ حدّ الخجل ...
لست عاطفية حتى الثمالة، وليس في قاموسي قسطٌ كبير للرومنسيات ..
وحياتي زاخرةٌ بالإنجاز والعطاء و الأثر ..
لكنّني مغمورةٌ بتلك النّعم ... قلوبٌ أحبّها و تحبّني .. أفلا أكون عبدًا شكورًا !
أحبّوا أهلكم.. وابذلوا في سبيل ذاك الحب .. ففي الحبّ عالمٌ سماويٌّ لا يشبه عالم الضّيق و الكدر .