فتوى فيما عمت به البلوى أمام مساجدنا
نشر في 29 يونيو 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
إن مجتمعنا كالجمل يرى حدبة الآخر ولا يرى حدبة نفسه، فيعيب على النصارى إقامتهم على ضلالهم، بينما هو يسيء لأماكن إقامة صلواته، إذ جعلها قبلة للتجارة لا للعبادة، فلا يحلوا له إقامة الأسواق إلا أمام المساجد والجوامع، فتتحول تلك الساحات من فضاء سكينة وطمأنينة إلى ساحة للقتال والصراخ من طرف الباعة بمجرد خروج أول مصلي. فبالله عليكم هل رأيتم النصارى يفعلون ذلك أمام كنائسهم؟! طبعا لا، لأنهم يعظمون ويوقرون أماكن تعبدهم، فلما نحن نحقر أماكن صلاتنا ونفسد فيها، فأين نحن من ديننا الحنيف وقول ربنا العزيز في سورة الجمعة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ !((10)فالله تعالى أحل البيع والشراء بعد الفراغ من الصلاة، ولكن هذه التجارة تكون بعد التفرق والتشتت في الأرض، لا بالمكوث مجتمعين أمام المسجد، هذا هو معنى الانتشار.
وفي الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة وأخرجه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب للمنذري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتُم من يَبيعُ أو يبتاعُ في المسجِدِ فقولُوا: لا أَربحَ اللهُ تِجارتَك، وإذا رأيتُم مَن يُنشِدُ ضالَّةً فقولُوا: لا ردَّها اللهُ عليْكَ). وبما أنه عند الاكتضاض يصلى في الساحة أمام المسجد، فإن ما قرب الشيء يعطى حكمه، وبالتالي يكره البيع والشراء أمام المسجد.
كما أرى أنه يكره للمصلي الشراء من الباعة أمام المساجد، لأنهم يروعون هدوء الساكنة القاطنة، ويذهبون طمأنينة السجد المسبوقين في الصلاة، ناهيك عما في ذلك من تشجيع لهم على ترك الصلوات، لانشغالهم بترتيب سلعهم وحراستها في انتظار خروج المصلين، بدون الحديث عن القذارة التي يخلفونها ورائهم بعد انصرافهم. فهذا ما يراه العبد الضعيف منذ سنين عددا إن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان والله أعلم.
-
كريمكناس79مدرس ومؤلف