نظنُ أن الأمس كاليومَ، وأن تضاريس اليوم كالغد، ويأتي الواقع ليُخبرنا أن الأمس لا يُشبه اليوم ولا علاقة لليوم بالغد، بل يُوهمنا اليأس بتشابه الأشياء ليُسقطنا في بئر الأوجاع. يُصورُ لنا خيالنا أننا نجدَ بعض الأشياء مصادفةً دون قصدٍ من عقولنا، ونكتشف فجأة أن كياناتنا تتعمد البحث عن تلك الأشياء مُتعطشةً لنبض الفرح في أرواحنا.
ننتظرُ إجاباتٍ عن أسئلةٍ دون عناء السؤال عنها وكأن أرواحنا تخاف إحراج أنفاسنا إن أخفقت الإجابة، فنعرف ذات يومِ أن الندم سينالَ منا إن تركنا الإجابة مُعلقةً في أجواء العقول حتى وإن كان فيها موتٌ للفرح. يُخيلُ لنا أن صورَ الحياة ما هي إلا انعكاسَ لأوهامٍ زُرعتْ فينا على غير رغبةٍ منا. وعندما تُدركنا اللحظات نتيقنَ واقعية الأحداث التي تتوالى واحدة تلو الأخرى لتُرينا مغزى كل منها في طرقات الأيام. نتمنى أن تعود بنا أيام الماضي كشريطٍ لم نعشَ تفاصيل حاضره وننتظر قطارَ المستقبلِ على أمل أن يرسم خطواته على سكك عقولنا دون عناء الألم. ونستفيقَ على وعي الحقيقة بأن اليومَ هو اليومَ وأن الماضي لن يعود بل تحتفظ قلوبنا بدروسٍ تقلتها في مدرسة الفرح والترح لنُدرك أن المستقبل سيبقى في طي المجهول ولا يحتاجَ منا سوى بناء خطوات الأحلام على جدران الإصرار.
نعتقد أن الحبَ عتمة بصيرةٍ تذهب نبا إلى غشاوة الروح، وأن مرآته يشوبها الضبابية التي تحجب رؤية سيئات من نحبهم لنُضحي بكلِ ثمينٍ من أجلهم، لكن حلاوة الحب تضعنا عند أول طريق النور لتفتح لنا باب العطاء والتسامح بما يمنح الحب عطر العشق، فندرك أن التنازل قوة وأن العفو مقدرة، وأن كل أحاسيس القلب لا يسعها أن تعبر جسر الاستمرارية في الحياة دون نور الحب الذي يعكس ضوء العشق في أعين من نحبهم.
نرى في اكتشاف الروح انفتاح على الحياة بارتداء نظارة بيضاء لا ترى في كل خطوة إلا تفاؤل الإحساس، نبتسم لأمل العين ويقين القلب بأن حسن الظن في الأيام ومَنْ يقطن حذافيرها، لما فيهما من رسم أول خطوات السعادة وترك الترح في أعماق بئر النسيان.
التعليقات
(علينا أن ندرك أنه في رؤية و اكتشاف الروح يمكننا ان ننفتح على الحياة ...وعلينا أن ننعم بالتفاؤل و نبتسم لأمل العين ويقين القلب بأن نحسن الظن في الله أولا ثم في الأيام . ونسعى في رسم خطوات السعادة وترك الترح في أعماق بئر النسيان...
حقا مبدعة في تفكيرك...
.