آهٍ من طي معدتي المرهق.. اعتادت أن تبادلني الصراع رغم هروبي الماكر من التفكير أن بين أضلعي النحيفة مكان يُمتعص فيه المأكل بشكل قبيح هكذا، يُسمعني أنين زقزقاته بلحن يثير الإشمئزاز، إنه لوضع قيئي مقيت إن صح التعبير، ولا أبالي للتعبير كما لم تبالي بي هذه الأرجوحة المتقلبة الإتجاهات..
أريد أن أفعل شيئاً أو أخرج للمشي قليلا، بل لأنّي أجوع كثيرا، فهي تناديني بشوقٍ حقير، فقد أقرر أن أوقد نارا تحت مقلاتي الصغيرة واضعا فيها بضع بيضات مع زيت الزيتون، لكوني أوهم نفسي أن الأخير زيت صحي لن يثير معدتي، لكن ذلك لم يحبسني أن أفكر أيهما أحسن أن لا آكل وأصبر للجوع لكي أقرأ بضع أسطر لدوستويفسكي كي أنسى الأكل بين حمق أسلوبه أم آكل وأجعل من ليلتي حفلة للقيء المستمر واشمئزاز جيراني من صوتي وأنا أنينُ كناي فقَدَ فجأة نبرة صوته فاختلطت بين ثقوبه كل المقامات ، قلت لكم إنه لوضع قيئي بامتياز..
يهتز جسمي اهتزازاً رهيباً ويتصبّب عرقاً ثم أُصّر على أنني لستُ بخير لكوني أفكّر كثيرا، فذلك ما تسبب لي في طي معدتي المرهق، الإرهاق الذي يجمع أمراض الفوبيا والرهاب الفكري الذي يجعل من عقلي طاحونة للأسئلة.. ما يخفف من معاناة الغوص تلك هو اتصالي بأصدقاء العبثية، بكل المستشفيات البشرية أصحاب الأمراض العقلية المزمنة، أسئلهم عن حالهم فتنبعث منهم أصوات احتراق حطب جهنم، فأشعر بقليل من السعادة لكوني لستُ وحيدا..
على أيٍّ إنها معدة لئيمة ترفض بعض الأكل، كما يرفض عقلي بعض الأفكار، إلى أن يرفضها جملة وتفصيلا فتتأثر بذلك معدتي الشريرة، المشعوذة نعم إنها كذلك تتآمر عليّ وقتما احتجتها لكي تصمت عنّي بعض الشيء... كيفما الحال لابّد من حكمة وراء ذلك كما أحب أن أتمنى دائماْ أن تكون حكمة وراء كل شيء..
-
Mohammed Guerrabالقراءة و الكتابة بالنسبة لي هروبٌ من عبثية العالم.