إن لم تخونّي الذاكرة فهي 15 سنة من المحاولات المتكررة ، والنتائج الكارثية في كل مرة ، بدأت معركتي الأولى معك حين كنت في الخامسة من عمري ، ولم أعلم إلى اليوم أين الحكمة في أن أدخل بتلك المشاعر الصعبة والمواقف الأصعب و أنا في سن صغيرة ، ولم أعد اليوم في حاجة لمعرفة السبب أو حتى البحث في تلك الكتب لأفهم شخصيتك الصعبة ، أو أن اسأل عن ماضيك لعلـّـي أفهم شيئا ،
أو أدرس تخصصا لا يعني لي شيئا سوى أن أبحث عن الآف الحلول و لأدرس كل تلك النظريات كي أفهم سبب تصرفاتك ، في الحقيقة لم أعد أريد أن أفهم شيئا البتة ،،
أردت فقط أن أقول بأنّي قد فعلت الكثير لأجل أن أتقرّب منك، لكنك في كل مرّة كنت تبتعد عنّي الآف الأميال ، حاولت كثيرا حتى كدت أن أخسر روحي التي أحبها ،
بكيت كثيرا حين كنت تقسو عليّ دون أن أفهم لماذا ،، لماذا كل ذلك ؟؟ و على الرغم من كوني ابنتك الوحيدة إلا أنّي لم أنعم بدفء الأبوة الذي سمعت عنه، إنّي يتيمة يا أبي، تشبعت باليتم رغم وجودك . بحثت عنك كثيرا ،
الله وحده يدرك حجم الألم في داخلي ، و مرارة الحزن في قلبي الصغير ، و الآن لا أريد سوى أن يمنحني الله القدرة والشجاعة لمسامحتك .
وشكرا لأنك انجبتني !
-
creator writerJ.A
التعليقات
احيانا يقسو المرء على من يرحمه ...دمتى مبدعة
أتمنى أن يكون هناك جزءاً آخر نجد فيه أن الوالد عثر قد على قصاصة الورق التي كُتبت عليها هذه الكلمات، حين دخل غرفة ابنته مصادفةً. فاهتزّ كيانه وهاجت مشاعره وسارع لاحتضان ابنته وأباح لها بعظيم حبّه وسعة قلبه. وشرح لها ما لم يكن يفهمه منها، وفسّرت له ما لم تكن تفهمه منه. حتكون أجمل نهاية لأجمل حكاية.
ودمت بخير كاتبتنا الأنيقة.