نفسي التائهة
نسيت نفسي ثانية و تهت في الوجود بين الأجساد، بين الأنا و الآخر و اعتبار الغير في الواقع، فهل أنا أتذكر نفسي الآن أكتب هذا القول الآتي، من نظرتي الشخصية لفلسفتي؟ أم أني فقط أقرأ هذا الفكر لكاتب مجهول الهوية؟ لكاتب آخر؟ هو قول في مخيلتي في حوار مع روحي، يتحاور حصريا انطلاقا من أجساد تسرح في قراءة كلماتي، كلما تأتي كلمة من القاع تشدها معاني الوجدان للقراء و تشخصها بتأويلاتها و تجعل من الكلام مادة ذهنية، يختلف مذاقها باختلاف الأفراد، فهناك من يجد نفسه يتلدد اللحظة و بعض الكلمات التي لها معنى معين والتي تعجبه و ينصاع إلى الحديث و يهضمه، و هناك من لا يجد الجاذبية في سماع كلام بدون نفع و يشمئز منه، و هناك مابين هذا و ذاك يبحث في فهم الكلام من منبع أسراره لكي يستورد المعاني الخالصة للغته. هو حوار داخلي روحي وجداني لكل فرد يبحث في فلسفة الوجود عن المعنى الأصلي للآخر، سواء الآخر الذي يكتب هذا الكلام إلى الفرد لكي يفكر، و سواء القارئ الذي يفكر فيما يوجه إليه من حديث خفي غير مباشر ليبحث في وجود الكاتب و هويته و فلسفته، حقا إني لا أستطيع الكتابة لو لا أني أسمع صوت هذا التناغم بين أنا الكاتب و الآخر القارئ الذي أحاول تقمصهما و ألعب دورهما لحظيا من خلال الكتابات التي أعيش فيها في بعضا من لحظات الخلوة مع نفسي و الأجواء المحيطة بي و التي تضعني أكتب هذا الآتي أو أقرأه على نفسي لكي أمدد به هاته اللحظات إلى عالم آخر يعيش فيه شخص آخر في وقت آخر بإحساس آخر، لأكتشف وجود الآخر في نفسي و قد كنت نسيته إما بالكتابة أو القراءة في هاته اللحظة ...
-
ayoub ait ali allaحاصل على اجازة في شعبة التاريخ والحضارة من جامعة ابن زهر اكادير