بينما أنت هائم في شغف الحياة تبحث عن متعها الزائلة ..أو ربما على النقيد تجلس خائبا فاقدا للأمل لا رغبة لديك في البقاء على ظهرها ..
لا تنس أن تتلمس رسائلك الربانية!
نعم.. إنها رسائلك أنت أرسله الله من أجلك؛ لتشعرك بأنه بجانبك فلا تيأس ..
أقرب إليك من حبل الوريد فلا تنشغل عنه ..
ما حرمك ولا ابتلاك إلا لأنه يحبك فلا تجزع ..سخر لك دنياه لتعينك على الطاعة فلا تلهيك عن ذكره.
قد لا يدرك كثير منا معنى تلك الرسائل في البداية، لكنك لو تأملتها تجدها كشخص يحدثك وكأنه يعلم ما يجول في خاطرك.
تشعر بأنك مراقب ..بل محاط بعناية وكأنها تلك العناية تقول لك ..
اصبر فإنك بأعيننا.
كم مرة مرت بك المصائب حتى ظننت أنها ضاقت وضاقت ثم انفرجت
حتى تندهش أنت نفسك مما حدث
أذكر دائما حديثا طويلا دار بيني وبين صديقة لي بشأن تلك الرسائل
"فذكرت أنها حين أنهت اختبارات السنة الأخيرة من الجامعة كانت تبحث عن عمل حتى ظهور النتيجة ، فإذا بها تتقدم لأكثر من وظيفة فترفض ، تأخرت نتيجتها في الجامعة وعلمت بزيادة نسبة الرسوب في دفعتها فبدا عليها القلق، وكانت في خلاف عديد مع أسرتها فساءت حالتها النفسية ..لكنها رغم كل هذا كانت تقول لنفسها "ستحل وتفرج من عند الله "
وكانت دائما تمسك بهاتفها وتكتب كلمات مثل هذه وتضعها أمامها علها تبعث فيها الأمل
وتحكي أنه ذات مرة وهي تقول لنفسها تلك الكلمات وردتها مكالمة تخبرها بقبولها في الوظيفة
وتحدد معها موعد المقابلة
ولم يمض الشهر حتى تحسنت علاقتها مع أسرتها، وظهرت نتيجتها ونجحت وتخرجت
بالطبع فرحت كثيرا لكنها وسط الفرح لم تنس ما حدث، كانت تعلم أنها رسالة تخبرها
أن تنتظر المنحة بعد كل محنة ..تعلمها أن الصبر يعقبه الفرج ..
فلا أحد يستطيع أن ينكر أننا نتعجل دائما؛
وربما لحظة اليأس هي نفسها لحظة انفراج الأزمة لكننا نتعجل !!
كثيرا ما تأتينا رسائل ربانية لا نفطن لأكثرها غالبا لكن العاقل هو من يعلم أنها لحكمة
فلا يدعها تمضي قبل أن يستفيد منها
فربما أراد ربك أن يخبرك أنه مازال بجانبك ..لا تدري؛ ربما كنت سائرا بعيدا
تتخبط حتى ضاق بك الطريق في الظلمات فأراد ربك أن تبلغ طريق الحق ..
ربما وربما ألف حكمة.. الحياة نفسها حكمة
تحتاج لإرادة وعزيمة ، تحتاج لصبر وثقة بالله ..بنفسك..بالناس
لكن الأهم من ذلك أن ينبع من تلك الثقة أن تتيقن أن ما اختاره الله لك هو بعينه الخير
فأمره سبحانه كله خير
فمهما حدث لا تيأس.. وابحث عن رسالتك :)
-
سمر عليباحثة ماجستير، أحبُ رفوف الكتب، وأجد نفسي في زوايا المكتبة، أكتبُ خواطرَ خفيفة، بين الحينِ والآخر.. أضفت حسابًا جديدًا على موقع" فيس بوك" لمن يرغب في المتابعة♥