التّفاعل مع الماضي والعيش على أطلاله وتذكّر مآسيه بتر لأيدي الارادة ،و كسر لسوق الأمل، ونزيف يمكن أن يؤدّي بك الى هلاك حتمي اذا لم تسعفه بالايمان و التوكل على الرحمن ، و اليقين في قدرة و حنان وودّ من بيده خلاصك.
سنة الحياة ان كلّ شيئ يسير الى الأمام، فلا طائل من الالتفات الى الخلف ،و لا فائدة من محاولتك ترميم الأحزان لأنك هنا وهي هناك...
بدل ان تفتح نافذة الماضي وأنت تعتصر ألما لما جرى، و أنت تسكب دموعا تكاد تحفر شقوقا في خديك من غزارتها، و أنت تغرس في قلبك كل يوم أغصانا شائكة، تخدشك و تتسبّب في جراحات يصعب التئامها،
أغصان من الحسرة و الندم ،و لو فعلت كذا لكان كذا..
بدل ذلك كله،ارحم نفسك، اغلق نافدة الماضي برفق لأنه آلمك و لكنه وضع مولودا جديدا هو أنت..
فتح سمعك و قلبك و بصرك...
فبدل أن يجرّك لتبقى صفرا محطّما ،استعن بمولاك لتتسلّق سلّم الصلاح والعلم ،وتفتح نوافذ السعادة و الأمل.
فاذا طاف بك غمّ أو همّ ، ففرّ الى بارئك فلن تجد من هو أحنّ منه عليك..
ارم ما فات و انقضى بمنجنيق النسيان لأنه لن يعود ابدا..
ولا تذهب نفسك حسرات على غروب شمس الماضي ، فاشراقة شمس الحاضر تعدك بدفئ ينسيك ما مضى...