يختلسني الأسى على مصير أمتي اليوم خلسة و ينتابني شعور بطلب السلام ، لست أحدد شخصا أو دولة بالتحديد لكي تمنحني إياه ، سلام ألف به قوام كبريائي في زمن بات يستسلم له الكثيرون في فوضى الحروب..لا تدعني أنهار من طلقات الرصاص على خيام الأطفال من باتوا يتذمرون من طفولة مزقت فيهم ابتسامة الصبا ، لأرى دمى السرور مشتتة بالقرب من دواوين لعبهم ، امنحني سلام يا من أجهل الطلب منه من شدة تسرعي له ، صرخة أطلقها لكل من يسمعها بعد أن ضربوا قلب القدس بأوجاع أخرى فرقت مني أواصر جموعي ، قد أصنع سلاما منفردا لكنه لن يحميني من أحاسيس الحزن على أبناء عروبتي، اصنعه لي و لهم و لنا جميعا نريده حقا لنكف طلقات المدافع و خرابا البيوت و قد عجزت هيئة الأمم المتحدة لتمنحنا إياه بقوانينها ، اصنع لي قانونا يحد من بكائي على مصير الأقصى ، الموجوعون كثر باتوا مشردين بفوارق الزمان و المكان ،فقد صنعوها لهم في الخفاء حتى لا ترى العيون الوردية الأمل ، قد أنفرد بطلبي لكنه وحده السلام من يحميني و يحضنني و يهدأ من روعي ، لست انقله على فضاء من مساومة ، لكني أريده لليمن و فلسطين و سوريا و العراق و ليبيا و كل شبر سالت فليه قطرة دم من حر أو حرة ، فليس يهم كيف و من و لماذا ، فالمهم معروف لدينا منذ زمن لكني أريد السلام الحقيقي من يلم الشمل و يوحد الصف و يكف البكاء و الألم ، لما العرب بالذات من يجب أن يتألم و يبكي ؟ و لما هم في سلام كتبوه في أجنداتهم ، قهرا وقوة لأوطانهم ؟، شماتة هي إن قلنا ان العرب قد ماتوا أو انتهوا ، بل ظلم كبير إن نحن استسلمنا لقواهم ، أرحني بالسلام و لو لزمن أحلم فيه بأمة مكفولة القوامة ، لا تشتت مسامع الغير في طلبي ضفها لندائي للسلام لأني بالسلام سأبدع حول قصة أمة تليدة تريد لها حضارة عتيدة ،فكر في السلام و أرحني به فهو موزع لدى من بخلوه عنا ، لا تعطني جزءا من سلامهم بل امنحني سلاما من حرية أوطان اشتكت جورا و لقرون عديدة و لم تلتئم بعد جراحها ، لون و ارسم لي على خريطة أمنياتي وطنا يحب السلام و شعبا يعشق السلام لأرى فيه بعيني راحة الأبدان و تمام العقول و نبض
القلوب يتشعب في كل مكان ،ساعتها سوف أعيش بسلام و بالسلام سأكتب عن أمتي العريقة قريبا جدا...لا تحرمني السلام فبغيره لن أتطلع لغد يشع نورا على معمورة الأوطان بعد أن ضببها دخان و خراب و دمار ...لا خير إلا بالسلام و لا حياة إلا بالسلام فأرجو ممن يسمع ندائي أن يكتب دوما عن السلام حتى يكثر محبوه و يتجلى صانعوه مددا لجسور المحبة بين الأوطان العربية ..
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية
التعليقات
ابدعتي دكتورة سميرة ، القراءة لك تجعلني اتعمق أكثر في قراءة مجتمعي العربيّ بصورة أوضح ، دام قلمك شجاعاً يكتب كل ما يؤلمه دون توقف .
لا ادري اي شعور قد يتنابك وانت ترى وطنك يتهاوى في الحرب والدمار يتمزق ويتمزق
تكاد ان تسقط لهول ما ترى وان ناديت بالسلام ابتلع ظلام الحرب صوتك
ان من عانى ويعاني وسيعاني ويلات الحروب هم حقا من سيصنع السلام فلا يعرف السلام الا من عانى الحرب وليس لنا ان ننادي سوانا لنصنع سلاما حقيقا لأوطاننا ولأمتنا .
أتمنى ان يأتي ذلك الْيَوْمَ الذي ينعم فيه وطني وكل وطن مزقه الحرب بسلام حقيقي صنعناه بايدينا نحن أبناء هذه الاوطان .
كلماتكِ وامنياتكِ تضمد جراح كل وطن أفقدته الحرب السكينة والسلام
ابدعت حقا ...
كل التوفيق