هو الخوف من أن تعطي قلبك فلا يعود ملكك. و الخوف أن تعطيه على عجل فيفقد الحب فيه قيمته. و الخوف من أن تتأخر في الإفصاح فيموت فيه الاندفاع الأول. هو الخوف من أن تذهب نحو من تنجذب إليه فيصد الباب في وجهك. و الخوف من أن تبدأ في البناء فتغشك الظروف، و تلفظك الحقيقة فترمي بك من بريق الحلم إلى ضبابية الواقع. هو الخوف من الاستسلام للحظة و ارتباك العقل خلف ما يخبؤه المجهول، و أمام إمكانية الوصول إلى الأفضل. هو الخوف من أن نكابر، نتجاوز لحظات الضعف إلى القوة، فنصل وحيدين و قد دسنا على العمر. هو الخوف أيضا من أن نقفز من طموحنا الشاهق، لنرضى بأقل مما نريد. أن نتعب، فنستريح على الكتف الخطأ. هو الخوف من فردية الأرقام و ازدواجية الطبيعة. هو فقداننا الثقة من قدرتنا على الاختيار الصائب، و مساءلتنا للنفس عن درجات الاستحقاق فيمن نشابك معه الأيادي. هو الميزان الذي لا نعرف أي كفة فيه نرجح، و بأي مكيال فيه نزن. و الفكرة التي تلازم النفس على الدوام، ميثاق غليظ قلما ننظر فيه بنظرة الشرع، و أكثر ما نحكم فيه هوانا فيرمي بنا إلى حبال المشنقة. هو الخوف من أن يبتلى الإنسان في أعز من يحب، و أن تلفظه الطرقات فيفقد قلبه و من فيه. هو الخوف من الفشل و تكرار المحاولة، وعدم الإيمان إيمانا كاملا بفكرة أنه من الممكن جدا أن تكون الضلع الأحب لشخص واحد، متنفسه، و أرضه، ورفض عقلك أن يصدق بأنك تستحق أن تجد الروح المناسبة لك، و تحيا معها بطريقة معجزة عن الفهم لو أنك وكلت لله أمر الاختيار ثم رضيت. هو الانغلاق عن الرغبة، و خفوت الصوت الداخلي عن الركون إلى الصدق في المشاعر، و الضعف الذي يلازم الواحد منا إذا جزع إلى مرارة التفكير و ركن إلى الشؤم. و المفلح في مسائل القلب من لم يتغافل عن الصفات الحلوة الكائنة، و قوم نفسه و أحسن الظن بالله.
نهيلة أفرج
-
Nouhaila Afrejأستاذة و كاتبة مغربية