سمعت أحد المبرمجين يقول، مبرمجو اليوم هم سحرة المستقبل، إنك ستبدو وكأنك تمتلك قوى سحرية بالمقارنة بشخص آخر، وذلك أثر علي َ بالفعل، لذلك حاولت تعلم البرمجة. المبدعون ليسوا أشخاص عاديون مثلك، ربما تتشابه معهم فى أنك لديك رؤيا جديدة ومبتكرة لتغيير العالم ، ولكن الفرق بينك وبينهم هو أنهم لديهم الشجاعة لتتبع حلمهم وتحقيق رؤياهم. إنهم مجانين! ربما يريد أحدهم أن يتم طلاء جميع شركات آبل باللون الأحمر ليعطيها مظهرا ً مختلفا ً فى العالم، وآخر يريد أن ينشئ شركة وساطة بين جميع الشركات. إنهم يكتشفون الثغرات ويحاولون تحويل هذا الخطأ فى العالم إلى صالحهم، يحاولون تحويل أخطاء البشرية إلى أرباح مذهلة. هؤلاء غريبو الأطوار و لديهم القدرة على تغيير العالم. لديهم القدرة على تحويل قطعة من السيليكون إلى شركة عالمية، وربما تتذمر وتخبرني ما الشئ المختلف حقا ً بيني وبينهم. فأنا أسعى إلى عملى وأمتلك طموحات ستغير العالم وأعمل فى وظيفة جيدة، إنهم يؤمنون بشئ لم تؤمن به وهو أن الحياة قصيرة، الحياة قصيرة من أجل تمضيتها فى وظيفة جيدة، الحياة قصيرة فى أن تقضيها فى العمل على أحلام الآخرين. هم متمردون ولا شئ ذو أهمية لديهم سوى ذلك، تمردهم يدفعهم إلى تحدى الواقع ، نمط تحريف الواقع هو ما قاد ستيف جوبز لإلهام فريق كامل لتغيير العالم .

هناك نوعان فى هذا العالم، العاملون بالمعرفة: يكاد العاملون بالمعرفة أن يملأوا الأرض بحيث أننى لن أجد مكانا ً لكتابة مقال بعد ذلك ( أمزح فحسب ). العاملون بالمعرفة هم من يتقاضون أجرا ً مقابل تطبيق ما تعلموه فى المدرسة. أما النوع الثاني فهم المبدعون، نادرا ً ما تقابل مبدعا ً كل يوم ، العاملون بالمعرفة يجب أن يخضعوا لإختبار القدرات الدراسية الأولية وإختبار القبول بالجامعات ، من أجل ماذا ؟ من أجل أن أفعل نفس الشئ طوال حياتى بدون أى تغيير ! ولكن يجب على أن أخبرك بحقيقة مؤلمة لبعض الأشخاص وهى أن عصر المعلومات قد إنتهى .

عصر المعلومات قد بدأ ولذلك نجد الكثير من المبرمجين والكتاب والمؤلفين والمدونين ، الأشخاص الذين يعملون بالمعرفة كانوا جزءا ً من هذا العصر، ولكن نحن على وشك الدخول فى عصر جديد وهو عصر الإبداع . فى أحد الأيام كنت أتصفح الإنترنت ومن ثم وجدت إعلانا ً مذهلا ً وهو أبدع وإلا ستخرج من السباق ، كان هذا الإعلان موجها ً لأصحاب المشاريع ، لابد أن تبدع حتى تختلف عن الآخرين. لابد من الإبداع ، والإبداع فى داخل بعض الأشخاص. ربما شركة مايكروسوفت قد حققت الكثير من الأرباح فى عصر المعلومات وما إن إنتهى وجاء عصر الإبداع رأيناها تتراجع لتفسح المجال للمبدعة أبل ، وذلك يعنى لى الكثير ، تعلمت من ذلك أنه على َ أن أبدع ولو سيكلفنى ذلك بعض الوقت لألحق بالسباق ولكن ما إن أنتهى سأجد نفسى فى المقدمة .

المدرسة مملة وتقتل المبدعين ، هذا صحيح ، ربما تجد إختبارا ً يقيس مهارات التفكير العليا وإختبار يقيس مهارة تحصيل المعلومات ولكن أين رأيت يوما ً إختبار قياسى يقيس مهارات الإضحات والقدرات الكوميدية ! ، لا لم تجد ، لذلك إعتمد ستيف جوبز فى أثناء توظيفه للأشخاص الذين سيغيرون العالم فيما بعد بالإعتماد على بعض الأسئلة ، هل أخطاأت فيما قبل ؟ ، هل دخنت المخدرات وإن كان نعم ما الذى إستفدته ؟ ، أشياء من هذا القبيل ، لا نريد المزيد من التعقيد ، نريد أن نجعل الأمر بسيطا ً قدر الإمكان ، وخمن من يستطيع ذلك ، إنهم المبدعون فقط .

إنه وكأنك قد ولدت اليوم ، عقل جديد كامل ، يجب أن تغير نظرتك للكون بأكمله ، لكى تصبح مبدعا ً : . لا تكن جادا ً يجب أن تتعاطف أيضا ً ، لن تستطيع تغيير العالم بدون أن تمتلك عاطفة كبيرة تجاه ما تفعله .

قال أحد المبدعين ذات مرة " مصممو اليوم هم كيميائيو المستقبل " إنها قدرة خارقة فى المستقبل، أستمع إلى المعلم مرارا ً وهو يخبرنى أنه لا يوجد الكثير من الأشخاص الذين يصبحون أطباء بسبب ضعف التركيز لديهم ، وحينها قلت يا إلهى هل يجب أن أستمع إلى ذلك الأبله ! ، إنه ضعيف التركيز لأنه لو ركز قليلا ً لكان وجد كل شئ حوله قد صنعه أشخاص ليسوا بأطباء ! ، الإبداع ليس وظيفة ، ليس كلية تحصل منها على شهادة فى الإبداع ، الإبداع بداخل كل شخص حولنا ولكن هل يمتلك أحد الشجاعة الكافية ليراهن على ذلك ! ، الجميع يفكر فى ألقاب مثل دكتور ومهندس ويفتخرون بذلك ولكن هل فكر أحد فى أن يكون زعيما ً للعالم الحر ! .

لذلك لا تجد أن الجميع يصبحون مبدعين ولا تجد سوى 200 شخص فى كل قرن هم من يذاع صيتهم ! .

كاتب المقال محمد عطا