أختي التي أكملت عامها الرابع منذ أسبوع لا يخجلها ابدأ قول أحبك دون سابق أو تمهيد وتحفظ ،هي فقط تتلفظ بها كما تشعر بها داخلها، أول مرة سمعت كلمة احبك من فمها الصغير كانت إختراق لأضلعي وانقباضا لقلبي التائه...طالبتها فورا بعد أن عجزت عن المضي في صمتي بأن تعيد قول أحبك التي تخيفني كثيرا لأنني لم أعتد سماعها تقريبا،وطالباتها بذالك بنبرة الأمر وانتظرت كثيرا لأفهم...أن أفهم لما تخيفني هذه الكلمة بهاته الدرجة ولما أعجز عن قول أحبك أيضا...أن أفهم كيف أقول أحبك دون خجل واضطراب وخوف بأعين مفتوحة تطل على قلبي وروح تصطدم بأضلعي...عجب منها ومني...هي طفلة الاربع سنوات بعفويتها وأنا في العشرين عاجزة على تركيب كلمة مرتبة او الإفصاح عن مشاعري بعفوية ودون خجل...بسبب ماذا؟...بسبب كل المعاني والمفاهيم والمقاييس التي تنازعنا من أجل إضافتها للحب بيننا ودشناها بإسقاط لإنسانيتنا ومشاعرنا الحقيقة ثم أخفينها خلف ستار من ضلام وجهل...حتى أني كنت أخجل من قول أحبك لأختي...ليس خحلا بقدر ماهو ضلام..
تكرر حب ألاء بعدها كثيرا وصرت أنا قادرة على الرد بعفوية أكثر لكنها كانت في كل مرة مختلفة ...هي لا تهتم أبدا للزمن او المكان أو الوضع أو الأشخاص الذين حولك أو إن كنت تتحدث على الهاتف أو نائما....ستلتفت إليك فجأة فقط وتقول أحبك..الغريب أكثر أنها لا تنتظر إجابة
..ربما بسبب تأخري عن الرد سابقا أو ترددي الدائم.....هي لا تسألني ذالك أبدا وكأنها متيقنة من حبي..وكانها وحدها من يسمعها داخلي تدندن....
..يضحكني دوما كيف تغرق بجسدها النحيل وعينيها الواسعتان في شاشة الهاتف تشاهد سلسلتها المفضلة لمارشا والدب ثم تنط على رأسي وتقول بلا سابق إنذار
_أميمة!أحبك
ثم تغرق مجددا في الهاتف..أراقب تلون وجهها بضوء الشاشة ..أحمر وأزرق وأحضر وأصفر،كل الألوان تمر على وجهها..أحتضنها بشدة بين ذراعي ..تعلق الالوان داخلي..يصطبغني قوس مطر ...
أغرق داخل خجلي بسبب عجزي عن الإفصاح بيسر عن مشاعري ..هذا يفقدني الكثير لكني رغم كل ذالك أعلم أنني لن أفقد صغيرتي هي فقط من لا تنتظر مني كلمة أحبك وتغرقني بها كل يوم أكثر فأكثر.
التعليقات
الله يخليكم لبعض ، بالتوفيق .
ما أجمل هذه الكلمات التي ينطق بها الأطفال بشكلٍ عفويٍ و هم لا يعلمون مدى تأثيرها علينا و سعادتنا بها .
حفظ الله لكِ أختِك و قرّ عينك بها .
بالتوفيق و في إنتظار كتاباتك القادمة .
فائق الحب لكِ ولاختك الجميلة (: