غريبان ، و لقاءاتٌ ثلاث
ما قبل اللقاء .
نشر في 20 أكتوبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
بعيداً عن تفاصيل أيامي و شوارعي الباردة .
بعيداً عن الأصدقاء الحمقي و أشباههم .
بعيداً عن حب ما زلت ضائعة في تفاصيله الحزينة .
بعيداً عن وجع أمى ، عن صحراء قائمة في قلب أبي .
عن أحزان واقعة لا محالة ، و أحزان أتوهمها .
عن شرقيتنا و عفتنا الصادقة الكاذبة ، عن قيودنا ، عن خوفنا .
عن وقت يشيخ بنا قصداً ، عن ذكريات تقاتل حاضرنا فـ ينتصران و تنهزم قلوبنا .
بعيداً عن كل ما يُبعدني عنك و يُحزنني ..... ألتقيك
ألتقيك و أنساهم جميعاً .
ألتقيك ، أحبك , و أنساهم جميعاً .
ألتقيك ، غريباً قريباً ضّل عن دربه يوم ضللت انا عن الحياة ... ولا بأس بنا غريبين إن تبادلنا القهوة و رقصة ناعمة ، و حب خفيف كـ مطر فبراير ، و تماسكنا و ضحكنا ثم مضينا مرة آخري غريبين .
حين لمحتك ظننت أني سألقي السلام عليك ، على عينيك ثم أرحل ... " هكذا الغرباء " .. لم أكن أدرى أننى سأقترب ، و أخلع حذائي ، و تفك أزرار قميصك المُستسلم ..... و نرقص .
لم أكن أدرى أنى سأقترب دون أن تعنيني أشواك الدروب السابقة و دماء قدمى !
حين لمحتك ... كما يُهيأ للجميع رأيت هالة النور التى تُحيط بك ، و ما لمحت ظلام روحك اليائسة .
و حين إقتربت ... كان يُعنيني عينيك و جمالهما ، لا ما ينظرانه .
الآن نجلس فوق أعلى قمة كونية ، قمة خلقتها انت من أمل ما و حلم مُكتمل فقط في مُخيلتك .. و حين أنظر عينيك .. أجد أن ثمة قمة آخرى تُعنيها .. تلك التى وصلتها ذات يوم حين إشتد وجعك و طغي حتي اليأس الأبدي .
الآن تجلس هنا مستوعباً كل الأحزان و الأوجاع التى تمكنت منك يوماً ، لكنك ما زلت هناك و ما زالت تسكنك أوجاعك .
الآن تجلس هنا تكتب عن ذكرى تكاد تفتك بـ كتفيك ، و أوجاعٍ تجرها على أرصفة فهمك الناعمة ، و ضحكتى ، و سماء ، و نجوم ، و وعد ، و أشياء أجمل من ضحكتك ... لكننى أراك هناك ، تتحدث مع أركان غرفتك المظلمة ، تداعبها و تغني لها عساها تحن عساها و تقضي على الوحدة التى تدخل عليك من كل بابٍ .
أراك هناك ، فلا يُعنيني وعدك بأن أكن و أكن و أكن ...
أراك هناك .. في أعمق مُستَقر فى الجحيم تزهو بك الكنايات و تتسابق إليك لتضعها فى أماكنها الصحيحه حيث الوجع النقي .
أراك ، حيث لا يُغريك ولا ينال من دهشتك أى شئ ، الأشياء كلها في عينك صغيرة ، و الشمس التى تطل على خمس قارات و تعريهم حتى الطهر لا تتمكن من ثغرة واحده في قلبك .
و حين تتزاحم أعقم الدروب في هذا الوجود الذي إهترئ من الخبث و تفرض نفسها أمام خطواتك ... أراك في ذاتك و وحدك " وجود آخر "
أراك كبيراً ، لا جنة ولا نار ... بل ماء
ذلك البرزخ الساكن بين عذبٍ فرات و ملح أجاج ... أنت
أراك
أحياناً لا
و حينما تأتيني هكذا صباحاً .. زاعماً الطُهر من كل وجع
أراك و أتذكر كل الصباحات المُرهقة التى سبقتك إلى و أعلم تماماً أنها تسبقني إليك الآن قبل أن نلتقي .
إن كان لك أن تأتيني بـ دفء وطن و شمسه في كلمتين خفيفتين و طيبتين فـ أنا أعجز حتى أن أسألك عن البرد الذي يعتريك ليلاً و الوحدة التى تفتك بـ أضلعك ... و لا يُعنيني وعدك ... فـ أنا الآن بـ دربك أهتدى ..
و إن كنت تجر كل ليلة أوجاعك و تمضي إلى ملكوتك تصلي لها و تُسايرها و تقدم لها قرابيناً من وِصالٍ زائف و ضحكات لاذعة ... فـ أنا الآن بدربك أهتدى .
-
سمـــرروح مُجردة من الحنين ، تكتب و ترقص .