أضواؤنا الشاردة
يوم ألقيت نظرة على الجوهر
نشر في 19 غشت 2015 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
"أنا ما عنديش قوة في قلبي " ..هكذا بمنتهى البساطة كتبها في خانة ( أكتب شيئاً عن نفسك) ..رغم الضعف الذي قد يُفهم منها إلا أني أرى فيها شيئاً من القوة والشجاعه ..الشجاعه التي تدفع الإنسان للتخلص من الهالات حول ذاته وكينونته ،حتى إذا ماوصل للجوهر وجده على غير سابق عهده ، ووجد مدده قد انقطع عنه لطول تعلقه بالفاني من أمر الدنيا ..الفاني من أمور الدنيا هو كل مايُشعل العقل قلقاً وحيرة وفي ذات الوقت يُطفئ أنوار القلب ويُجليه عن وطن النفس إلى مكان آخر أكثر بروده حيث الحرارة غير مناسبة أبداً لعمل القلب
يقل عمل القلب تدريجياً ، يتراكم الصقيع عليه ..ثم يتجمد ! كل هذا والنفس مازالت مأخوذة بالدنيا متعقبة آثارها باكية على أحوالها ..ولو أنها عرفت وصدقت لعلمت كيف تجعل من القلب وقوداً لمضاعفة شعورها بالحياة وشعور الحياة والأحياء بها .
صاحبنا – في الأصل – مسافرٌ بدأ رحلة غايتها أن يعرف غايتها وأصعب مافيها هو لزوم سبيل الغاية بعد إدراكها .. صاحبنا – غلبان إلى حد كبير – إذ نسي أمر رحلته خلال الرحله وهاهو –الآن – يقف حائراً بين طرق كثيرة ..كل الطرق مبهمة بالنسبة له ، إذ أنه يقوم برحلته هذه للمرة الأولى والمؤسف أنها أيضاً رحلته الأخيرة ..يجب عليه أن يختار الآن ..في هذه اللحظة تحديداً ..يتباطأ في إختياره ، وهذا ضرب آخر من الإختيار ..ينتظر من يأتي لينقذه من ضياعه ، يطول إنتظاره ، يجلس على قارعة الطريق ويُشاغل نفسه بسفاسف الأمور
مسكين أنت يا صاحبنا إذ تنتظر مالا يحضر إلا بحضورك ، فكيف تغيب وتطلب حضوره !! وكيف ترجو حضوره دون إعدادا المحل لاستقباله .. ثم ماذا ؟ ثم لا أدري ماآل إليه حال الرجل ، هل جاهد فحضر؟ أم ظل غائباً إلى الأبد ؟ هل اهتدى القلب لنوره ؟ هل بدأ وأعد المحل ؟ .. إن البطولة – جُل البطولة – في شحذ الهمة لتبدأ ثم تتبع آثر النور حتى تدرك المدد .
"هناك في الأعماق - في الأعماق فقط - نستطيع أن نمسك بأضوائنا الشاردة وأفكارنا المشتتة ومشاعرنا الهاربة " - محمد فتح الله كولن-
-
Mariam Mostafaنحن نكتب لننتصر ..لأننا أقوى من كل ما نستطيع التعبير عنه فالحروف هي انتصاراتنا المتواضعه على ضعفنا قبل كل شئ