الشعور بالأخرين.. خلق فقدناه - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الشعور بالأخرين.. خلق فقدناه

الشعور بالأخرين.. خلق فقدناه

  نشر في 28 مارس 2016 .

من أجمل وأروع ما يجنيه المرء عند مجالسة كبار السن ما يذكرونه من قصصهم وأخبارهم ومواقفهم, وكيف ذهبوا وسافروا وعملوا مع إخوانهم وأقاربهم وجيرانهم, وكيف كان ترابطهم وانسجامهم مع بعضهم, في زمن كان نهار الواحد منهم عمل و جد وليله راحة من عناء و كد , فيا ترى كيف نشأ هذا الترابط بينهم؟! وكيف نشأ بينهم الشعور بالأخرين في ظل هذا الزخم؟!

و الأعجب من هذا كله, أن ساعات العمل في وقتنا قلت عما في السابق, وأصبحنا نسهر إلى ساعات متأخرة, وأصبح لدينا الوقت, وكثرت وتنوعت وسائل المواصلات والتواصل, ولهذا فإن المعادلة في هذه الحالة تقتضي أن تكون نتيجتها مزيداً من الترابط و التواصل ومزيداً من التلاحم والشعور بالأخرين, لكن المشاهد خلاف ذلك. فلم نعد نشعر بأقرب الناس إلينا, من والدين وإخوة وزوجة وأصدقاء وجيران... و السؤال الذي يطرح نفسه أين مكمن الخلل ؟!

, هل الخلل هو فينا نحن أم في الطرف الأخر ؟ أم أن هذه الوسائل في حقيقتها ليست للتواصل؟ أم أن مفهوم التواصل عندنا مختلف ؟

في الحقيقة لكل من هذه الأسباب نصيب.

إننا أحوج ما نكون إلى التواصل البناء وتلمس حاجيات الناس وأن لا يكون لدينا تسخط من كثرة السؤال سواء من القريب أو البعيد, فهذا ابن عباس رضي الله عنه يقول: " أربع لا أقدر على مكافئتهم ...  ثم ذكرهم و قال: " و أما الرابع  منهم فلا يكافئه عني إلا الله تعالى فرجل عرضت له حاجه فظل ساهراً متفكراً بمن ينزل حاجته فلما أصبح رآني موضعاً لحاجته فهذا لايكافئه إلا الله تعالى ". ( الآداب الشرعيه_أبن مفلح 1/326)

إن الشعور بالأخرين وتلمس حاجاتهم النفسية والمادية هو خلق الأنبياء والأتقياء أتصف به كثير من الكفار فهو الذي يدفع للبذل والعطاء. فهذا بيل غيتس ينشأ مؤسسة غيتس الخيرية و يخصص مبلغ من ثروته بمقدار 10 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة للأبحاث والتنمية ولتقديم لقاحات لأطفال الفقراء في العالم, و أيضا في علاج سبعة أمراض سنوياً, هي من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم... أتسآءل كم خصص أغنياء المسلمين لبلدانهم فقط؟  وهذه الممثلة الأمريكية انجلينا جولي تواسي الفقراء والمحتاجين بجاهها وشهرتها وترتدي الحجاب وتظهر في الإعلام مدافعة عن الإسلام والقرأن, و قد بذلت من ثروتها الخاصة هي وزوجها أكثر من 20 مليون دولار كتبرعات لمعسكرات اللاجئين والمشردين ومنكوبي الكوارث, وتجدها تطير جولي كالنحلة بين مخيمات اللاجئين في العراق وسوريا وأفغانستان, وقد زارت قرى منكوبي الفيضانات في باكستان ... أتسآءل هل من أحد ينوي زيارتهم أم نكتفي بزيارتها؟  بغض النظر عن مقصودهم ودوافعهم, إلا أن الدرس الأكبر هو الشعور بالآخرين وتلمس حاجاتهم , وهذا ما يسمى بالمسؤلية الإجتماعية في الإسلام والتي خطفها الغرب وتنكر لها كثير من المسلمين, بل و أشد من ذلك عندما تطالعنا إحدا الصحف بخبر عنوانه (خمسة  أيتام تحت خط الفقر جحدهم الجميع ورفقت بهم "ماعز" جدهم) نعرف معنى المسؤلية الإجتماعية والشعور بالآخرين وأن الحيوان قد يهبها للناس بينما يتنكر لها كثير من البشر .إن الشعور بالأخرين ليس بالضرورة بأن يكون بتقديم الشيء المادي بل في كثير من الأحيان يكون بالسؤال والتفقد والإهتمام والإبتسامة والنظرة الحانية و مسح رأس اليتيم ومعانقة المسافر ومصافحة القادم والكتابة للغير وغيرها من الأمور الحسية و المعنوية. لقد دون لنا التاريخ الكثير من الشخصيات والأعلام ولكن التاريخ لا يفرق بين محقٍ ومبطل وبين محسنٍ ومسيء , ولكن الناس يفرقون بين من عاش بينهم و لأجلهم وبين من عاش لنفسه ولم يتعد محيط قطره, لذا فالنحاول الشعور بالأخرين  وليكن لنا على الأقل شرف المحاولة  و كما قال صلى الله عليه وسلم : ( الأقرب فالأقرب...).  

 





   نشر في 28 مارس 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا