قصة وثيقة قرار المحكمة الدولية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قصة وثيقة قرار المحكمة الدولية

هيام فؤاد ضمرة

  نشر في 04 ماي 2024 .

قصة وثيقة قرار المحكمة الدولية


أسوأ خيانة وغدر في تاريخ المسلمين حفرها التاريخ على لوحه الرئيسي هي خيانة اليهود من أهل خيبر وبني النضير وبني قريضة، حين نقضوا عهدهم مع النبي عليه الصلاة والسلام، فكانوا بئس الكذابين وبئس الخائنين والمنافقين والغادرين، وصل بهم الأمر لوضع السم في طعام النبي، وما توقفت خيانات اليهود عبر التاريخ، البشري وكانت الأشد خبثا وخطرًا احتلالهم لفلسطين من بلاد العرب لفئة من شتات اليهود الأروبيون المطرودين من دولهم لخيانتهم، بلاد العرب والإسلام هي البلاد الوحيدة التي منحتهم حرية العيش وحرية ممارسة دياناتهم، عاشوا مثلهم مثل غيرهم من غير المسلمين والمسلمين، يتملكون البيوت والأراضي ويمتهنون كل المهن ويمارسون الشعائر بحرية ويتعلمون كافة العلوم ويألفون الكتب.

والخيانة فعل حقير لا يصدر إلا عن أدنى البشر الخبثاء، يخونون العهود، ويخونون الاتفاقيات، ويخونون إنسانيتهم وأصولهم وأوطانهم، وأشدهم بلاءًا بالخيانة هي بريطانيا وجميع دول الاستعمار التي تترأسهم بالعهد الحديث دولة المركز أمريكا.

دخلت أفواج اليهود الأوروبيون فلسطين بالحيلة والخداع والتسهيلات مِن مَنْ كانت تملك السلطة آنذاك، فبريطانيا في عهد انتدابها على فلسطين افترشت لهم بساط الاستقبال الأحمر بتسهيلات بلا حدود، كان العثمانيون رفضوا نزولهم على شواطئ فلسطين، فدخلت فلسطين في سلسلة من حركات التمرد والثورات، كانت منها ثورة عام 1920م وثورة عام 1921م وثورة الشيخ عزالدين القسام 1922م، ومن ثم ثورة البراق، وإعلان الإضراب أطول إضراب بالتاريخ عام 1936م

الكتاب الأبيض 27 أيار من عام 1939م.. أو الوثيقة البيضاء والتي أصبح عمرها 94 عاما الآن، هي وثيقة سياسية طرحتها الحكومة البريطانية بقيادة نيفيل تشامبرلين ردا على ثورة البراق بفلسطين، وعلى الاضراب عام 1936م.

أصدرت الحكومة البريطانية أربع كتب بيضاء كان هذا الكتاب الرابع، تبنى صياغته وزير المستعمرات مالكولم ماكدونالد بغية تهدئة أهل البلاد الفلسطينيين، عشية أن توضحت مؤشرات التلويح باندلاع حرب عالمية ثانية فخافت بريطانيا من فقد الدعم المصري والعربي، وبنفس الوقت أرادت بريطانيا الاحتفاظ بالفيلق العسكري اليهودي لحاجتها إليه، وكانت بريطانيا وحلفائها قد خسروا الكثير من جنودهم خلال الحرب العالمية الأولى.

طالبت الوثيقة على أساسها أن تتشكل في فلسطين حكومتين يهودية وفلسطينية.. مع فارق الخلاف الكبير بين جزئي الخلاف، حيث اليهودية حركة دينية أفرادها مهاجرين من جنسيات أجنبية غربية لا يمتون للبلد، والجانب الفلسطيني شعب فلسطين الأصيل العربي، ولا شعب لفلسطين سواه، مما جعل الأمر يبدو للمحللين السياسيين الأذكياء غير منطقي وغير عادل، وينطوي على خديعة، فجاء تنبأهم بوجود لعبة خبيثة بالأمر، رفضه الصهاينة بقيادة ديفيد بن غوريون زعيم الوكالة اليهودية الأجنبي، وكذلك رفضه الحاج محمد أمين الحسيني زعيم الحركة الوطنية الفلسطينية لمرحلة تسلم الفلسطينيين قيادة بلادهم بعد رحيل العثمانيين، ومن ثم رحيل الإنكليز عن فلسطين.

لكن بريطانيا كما هي عادتها بألاعيبها الحقيرة واستغراقها بالكذب والخداع واستخدامها الحيل والألاعيب والغش، كانت تبرر للفلسطينيين أن وعد بلفور لا يقصد منه خلق حكومة يهودية فيها الفلسطينيين مجرد رعايا، واعدة الفلسطينيين بدولة مستقلة تماما بعد انسحابها عام 1949م، وكانت بريطانيا فتحت الباب لهجرة 75 ألف مهاجر يهودي قادمين عدة دول أوروبية بدخول أرض فلسطين بحراً.

الوثيقة سميت بالوثيقة البيضاء، وتمت أحداثها أثناء مرحلة الانتداب البريطاني على فلسطين، وهي مرحلة اتخذتها بريطانيا تغطية لتحقق غايتها الخبيثة بالمساعدة لاحتلال الصهاينة لفلسطين، بناء على وعد وقعته مع الصهاينة بتقديم كل ما بوسعها لمساعدتهم على احتلال فلسطين وترحيل سكانها الأصليين عنها بالترهيب والإشاعات الكاذبة لدفعهم للهرب المؤقت على ما اعتقدوا أنهم فاعلون.

كان ذلك ثمناً لانخراط اليهود ضمن فيلق حربي لمساعدة بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى ومن ثم الثانية، وخلق بؤرة شر بالمنطقة تحيل المنطقة فلسطين وما حولها من دول العرب إلى مناطق ساخنة تعيث بها الفوضى والاضطراب والتناحر والإنقلابات الدامية، ومن ثم التسبب بخراب وتدمير تلك الدول، والعمل على منع تقدمها وتحضرها بكل وسائل الشر بكل ما أوتيت من قوة ممكنة ومتوفرة، وعلى أثرها حدثت ثورة البراق عام 1929م بين الفلسطينيين واليهود، حين طالب اليهود بالجدار الغربي للمسجد الأقصى الشريف كموقع ديني لمنتسبي الديانة اليهودية ووضع بعض اليهود أدوات طقوسهم عند الجدار وراحوا يمارسون طقوسهم الغريبة مما أثار المسلمين وتوقعوا الشر.

تمكنت بريطانيا من السيطرة على الفلسطينيين وقدمت ما يزيد على ألف فلسطيني للمحاكمة حكمت على غالبيتهم بالسجن و27 فلسطيني بالإعدام بينهم يهودي واحد دخل على أسرة عربية في يافا وقتل أفرادها السبعة.

نفذ حكم الاعدام في ثلاثة شهداء ارتقوا للجنان.. هم فؤاد حسن حجازي و ومحمد خليل جمجوم وعطا أحمد الزير يوم الثلاثاء 17 يونيو عام 1930م في سجن قلعة عكا وسمي الثلاثاء الحزين أو الثلاثاء الأحمر

وبنفس العام 1929م أحيلت قضية الخلاف إلى المحكمة الدولية في 19 سبتمبر حيث شكلت لجنة خاصة ( لجنة بيل) على أعلى مستوى قضائي دولي وتبعتها لجنة (وودهيد) الرأس الخشبي، كانت تعقد بشكل يومي بين جلسة وجلستين حسب مقتضيات الأمر من قبل (عصبة الأمم) في 15مايو من نفس العام لبحث القضية ودراستها برئاسة رئيس وزراء النمسا.

قدم الفلسطينيون للمحكمة الدولية 29 وثيقة تؤكد ملكية المسجد الأقصى لهذا الجدار، كونه يشكل جدارًا استناديًا لساحة المسجد الأقصى من الجهة الغربية المطلة على حارة المغاربة وبوابة المغاربة، فيما قدم اليهود 31 وثيقة للمحكمة الدولية.. فكانت حجة الفلسطينيين المسلمين هي الغالبة لأنها جميعها موثقة وموثوقة، واعتبر ما قام به اليهود إن هو انتهاك للوضع القائم خلال العهد العثماني الذي تنوي بريطانيا الحفاظ عليه، فأرسل الحاج أمين الحسيني كتابا إلى حاكم القدس البريطاني مطالبا إياه بتنفيذ ما جاء بالكتاب الأبيض من ملكية الفلسطينيين المسلمين للحائط كونه جزء لا يتجزء من المسجد الأقصى، لكن المحكمة ضمنت لليهود بممارسة صلواتهم عند الجدار وهي بذلك لا تقر العدل بقدرما تزيد الأمور تعقيدا.

ولأن هتلر جرد حوالي 500 ألف يهودي ألماني من الجنسية الألمانية، وطالبهم بالرحيل عن ألمانيا، فقد كان المهاجرون بأغلبيتهم ألمان واليهود المضطهدين في دول روسيا الفقراء.

دعا البريطانيون إلى عقد مؤتمر لندن في فبراير 1939م لحل القضية بين الفلسطينيين واليهود كأنها تمنح بذلك اليهود اعترافا بأحقية وجودهم ومطالبهم، فرفض الفلسطينيون أن يشاركهم اليهود بالمؤتمر، فعمدت بريطانيا المجرمة بالاجتماع بكل جانب على حدة، وبالطبع فشل المؤتمر أمام سوء الحل واستمرار التدفق اليهودي بحماية بريطانية على فلسطين، فيما الفلسطينيين تكبدوا الخسائر الاقتصادية العظيمة خلال الأحداث والثورات المتتالية والإضراب، واستنزفت الخزانة الفلسطينية محتوياتها كلها، فتضاعف التخوف أمام عدم وجود جيش مسلح ومتدرب، وعدم وجود حكومة مستقلة، وعدم امتلاك الفلسطينيين للسلاح بعد انسحاب الجيش العثماني بآلاته وأسلحته، وسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى والمحكومين بالسجن.

فيما الجانب الصهيوني العدو كانت بريطانيا تفتح لهم بوابات مخازنها على مصراعيها، وتدعمهم بالمال والسلاح وتقدم لهم التسهيلات وتملكهم الأراضي، إضافة إلى تزايد تعدادهم مع استمرار الهجرة المحروسة.

هيام فؤاد ضمرة


  • 1

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 04 ماي 2024 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا