استمرت زمردة في المضي قدما. و فجأة شعرت بالتعب و لم تعد تقدر على المشي لبلوغ الباب الثاني، فقررت ان ترتاح قليلا و تبحث عن شيء تسد به جوعها، و تسكت به عصافير بطنها. و ببطء توجهت نحو صخرة وحيدة لمحتها أمامها ، لترتاح قليلا. و المفرح انها رأت شجرة تفاح تبعد عن الصخرة بعض أميال، و بدون أن تشعر اصبحت تمشي بخطى أسرع بل كادت خطواتها تكون ركضا، و لم تمر لحظات حتى قطفت عدة ثمرات و شبعت وهكذا اسكتت صوت الجوع الذي سيطر عليها. و بما أن شجرة التفاح تلك كانت كثيفة الفروع و غنية الثمار، بل كان طولها الممتاز و أوراقها المتشابكة مساعدا في أخذ قسط من الراحة تحت ظلها البهيج و المفتعل للنعاس. و استسلمت زمردة بسرعة لفكرة أخذ قيلولة في هذه اللحظة. و بالفعل استلقت و دخلت في نوم عميق استغرق الليل كله.
و في أحلامها رأت انها تكلم حيوان السنجاب الذي رأته في الغابة الوردية يخبرها عن قصة الشاب الذي خيل لها انه يبتعد كلما اقتربت منه.
و أخبرها بأن ذلك الشاب ليس بخيال، بل هو حقيقي، و قصته تبدأ، عندما قرر عبور تلك الغابة الوردية لكن استسلم لأفكار غريبة تسللت اليه بفعل ذلك الضباب الوردي. و وهكذا اصبح سجين سراب الذي سيطر عليه.
فجأة أفاقت زمردة و الخوف في عينيها، تلتفت إلى كل الجهات، يمينا ويسارا، و للحظة اعتقدت انها تهذي لكن كان حلما مزعجا غامضا، و من الأفضل أن تعود للنوم قبل بزوغ الفجر.
(لتعرف على باقي الاحداث تابعوني و انتظروني في الأجزاء القادمة)
-
راضية منصورمختصة بدارسة قانون سنة ثالثة دكتوراه