في كثير من الأحيان، استغرب عندما يطلب مني فجأة ودون سابق إنذار، أن ابتسم لعدسة آلة التصوير، بغض النظر عن حالتي النفسية والوضع الذي أعيشه في تلك الأثناء. غالبا ما أرضخ لذلك بدافع الإحراج أو المجاملة ، و حتى لا أكون عنصرا دخيلا على الصورة أغير من تعابير وجهي حتى تتلاءم وجو السعادة الذي يحاول المصور أن يخلقه . نفس الشعور يخالجني وأنا أتصفح ألبوم الصور بين الفينة والأخرى، باحثة عن ابتسامة صادقة.. تلك الابتسامة التي يخفيها بريق العينين ولمعانهما وليس مجرد انقباض مصطنع لعضلات الفم.
لماذا نسارع دائما للابتسام أمام الكاميرا ؟ هل لأننا نريد الاحتفاظ فقط بذكريات جميلة عن ماضينا ؟ أم أننا نضمد جراح حاضرنا كلما تذكرنا أن الفرح والسعادة طرقا أبوابنا في يوم من الأيام ؟ أم أنه مجرد قناع نلبسه لنغرق أنفسنا في وهم المثالية والكمال؟
لماذا لا نتحرى الصدق في مشاعرنا وأحاسيسنا ؟ هل من الصعب حقا أن نتصرف على طبيعتنا ؟ أن نعيش كل لحظة بفرحها و حزنها ، حركتها وركودها ،بريقها وظلامها دون تكلف أو تصنع؟
أليس التصوير إيقافا مؤقتا للزمن بهدف تسجيل جزء من حياتنا !! فليكن إذن معبرا وصادقا بكل المقاييس ولا داعي أبدا لخداع أنفسنا .
انظروا للأطفال مثلا ، فمهما سلطت عليهم الأضواء والكاميرات، تجد صفاء أرواحهم و طهرها طاغيا على الصورة كيفما كانت وضعيتهم : صراخ ، بكاء، ابتسامة، لعب أو شغب.. ببساطة تلامس براءتهم شغاف قلبك و لا تترك لك مجالا للتشكيك بمصداقيتها.
متى وجدتك نفسك مرتاحا ابتسم ،إن تضايقت اعقد حاجبيك وإن استغربت ارسم على وجهك علامات التعجب .عش كل لحظة بأدق تفاصيلها و لا تخجل أبدا من أن تظهر تلقائيا بكل حالاتك أمام عدسات الكاميرا. كن على يقين أن لكل صورة صادقة سحر يميزها وذكريات، بحلوها ومرها، تبقى عالقة بالأذهان .
-
عفاف فتحيبقدرالإصرار و العمل ..تتسع الحياة
التعليقات
مقدار صدقك مع نفسك ومع من هم حولك كنز يثمنه الناس فى الشخص ويقدرونه حق تقديره
ولا تجعلى هذا الصدق يتأثر بدافع الخجل او الخوف او أى خصيصة أخرى طيبه كانت او خبيثه