الكأس الأخيرة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الكأس الأخيرة

  نشر في 25 ديسمبر 2022 .

    لم يكن يظنّ أنه سيَثمل، فقد عزَم على ألا يفعل ذلك. لكنه ما كان بإمكانه أن يغير من عادته تلك في الذهاب إلى الحانة كل مساء.. تلاعبَ به عقله:

" ما يهم هي الأجواء، المرء يقصد الحانة ويدخلها رغبةً و طَمَعًا في أجوائها، أما الشراب فشيء ثانوي.. أنتَ مثلا تستطيع أن تشرب في المنزل، لكن ليس ذلك كمثل شربكَ في الحانة؛ الحانة شيء آخر.. فضاءٌ مغاير وعالَم مختلف.

في الحانة تستطيع أن ترقبَ الشاربين الآخرين ولو لم تشرب؛ أن تبصر أفعالهم، تصرفاتهم، بكاءهم، ضحكاتهم، مماحكاتهم ومشاجراتهم... وتستطيع أن تحظى برفقة أيضا، بأذن صاغية أو فم متكلم ثرثار، لن تُعدَم أيًّا من هذا. ولو عُدِمتَه فرَضًا، فهناك دائمًا السّاقي الذي يتيح ويبيح لك الكلام عن أي شيء تقريبًا دون أن يكون متجاوبًا أو حتى مُصغيًا كقسّيس، ومن وراء ظهره وَسطَ الرفوف المُعَلّقة بورتريه فان كوغ الذاتي بأذنه المقطوعة تلك..."

ملأَت صُور الحانة ذهنَه بروائحها و أجوائها، استَشعرَ برودة المساء، فتوجَّه صوب "الماجستيك"، دفع الباب و دَلَف، كما لو إلى عالم سحري؛ كانت الحانة مُفعمة بالدّفء و اللغط والمرح... ها همُ السّكارى أولاء، وحدهم السّكارى والأطفال لا يتكلّفون.

جَلَس على كرسي جانبي من كراسي المشرَب، ثم طلب كأسَ ويسكي مُثلّج أحذ يلعب به ويديره ويقلّبه بين أنامله.. إلى أن انشغَل تفكيره؛ استحضَر زيارته الصّباحية للطّبيب ونصيحته المهدّدة تلك: " إبتعد عن الكحول نهائيا.. أتريد أن تقتل نفسك، إن كبدك جدّ مهترئ، وقد سبق أن اقتُطع جزءٌ منه.. سَيتلف كلّيا إذا بقيتَ على هذه الحال..."

" لا، لن أشرب – استأنف تدبّره وتفكيره ــ فقط سأعيش الأجواء و كأني قد شربتُ.. ثمّ سأمضي إلى البيت."

رفعَ نظره لكي يستمتع بالأجواء، نظر من خلال الزجاج فأبصرها تمطر رذاذًا في الخارج. زجاج "الماجستيك" يزيد من سحرية المكان، فمن خلاله تستطيع أن تبصرَ الخارجَ دون أن يُبصرك الخارجُ، " تَرى ولكن لا تُرى" كما قال ذلك الدّرويش.. منَحه ذلك بعض اللّذّة، وكُلّما تخيَّلَ برودة الأجواء في الخارج واستشعرَ قطرات المطر الرقيقة وهي تسقط على عنقه العاري إلّا وزَاد تنعّمه بدفء الحانة وأجوائها.. كان جَذِلًا بكل ذلك. فتَح أحدهم الباب داخلًا فدخلَ معه هواء باردٌ منعشٌ لفح وجهه لوهلة أو وهلتين، فوَدّ لو أن بمقدوره أن ينهض فيُقبّل الداخلَ أو يقبّل نفسه، لكنه لم يستطع..

بدأت التّجَشّآت و الممازحات والدّعابات الممتزجة بشيء من التّهكّم والتّحدّي تصدَح و ترتفع، و أخذَت القناني تُقلَب والأقداح، وبعضها يسقط عن الموائد ليتَكَسّر... كان يعرف ما الذي يعنيه ذلك، فأخذ يبتسم.. وفجأةً لاحَ له ضوءٌ خاطف هناك في أقصى السّماء، فتلَفّتَ خلفه نحو الزاوية حيث كانت هناك مائدة صغيرة ينزوي إليها سِكّيران:

" أرأَيتم ذلك؟ "

رفَع السّكّيران رأسَيهما بمشقّة تجاهه مستنكرين، فلم يَحِر جوابًا وعاد إلى جِلسته الأولى.

" مَعَ من هذا؟ "- قال أحدهما منفعلًا. قبل أن يجيب الآخر:

" المسكينُ بدأ يرى أشياءً.. أتركه في حاله فقط.."

تَذكّر بيت الأعشى ذاك:

<< فقلتُ للشَّربِ في دُرنا وقد ثملوا           شيموا وكيف يشيم الشّارب الثملُ >>

فأخذَ يردّده في ذهنه و يُدَوّره.. إلى أن جرَّه عقله مرّةً أخرى إلى مستنقع الأفكار:

" إنني لن أنسجم مع هؤلاء السّكارى، ومع هذه الأجواء إلّا إذا دخلتُ فيها كُلّيةً، أمّا و أنا على حَذَر فإنني أظَلّ على مسافة منها، ولن أفلح في أن أنهل من رُضابها ورحيقها إلا القليل، إلا ما قد يتركه هؤلاء السُّكارى من فُتات.. كما أنّها كأسٌ واحدة فقط، وهي ذي قد شارف الثلج فيها على الذّوَبان. كأسٌ هي الأخيرة، أو هي ما قبل الأخيرة على حدّ تعبير دولوز.. وإنني أعي معنى ذلك. لكنّني ظمآن، كما أنّها مهترئة أصلًا، وستَتلفُ سَتَتلف سواء راعيتها أم لم أُراع، ثمّ ما نفع الدّواء الذي أشربه قبل كل وجبة ووَسطها وآخرها إذا لم يَحل دون تفاقم الوضع أكثر مما هو عليه الآن..

الخمر شراب أهل الجنّة، ولَستُ ضامنًا دخولها ولا من المبشّرين بها، وإنّي لَأَطمعُ أن يُنجّيني اللّه من النار و العقاب، أكثر منه أن يجزيَني أجزل الثّواب؛ وَلَسوف أرضى آنها بمثل ما رضِيَ به الأعشى في جنّة "الغفران".. فَلْأَشرب إذن، فلْأشرب.. فلْأشرَب.."

كَرع الكأس دفعةً واحدة في جوفه ثمّ طلبَ أخرى؛ هي ذي الحياة، هوَ ذا التهاب الويسكي في الحلق، هي ذي لَذاذته وهو ذا الإحساس.

كَرع الثانية على دفعتين؛ أَحسّ بالويسكي ينزل بطيئًا ساخنًا مع حلقه ومن ثَمّ صدره وبطنه، فَرطَم الكأسَ في قوّة وحماسة مع منضدة المشرب مشيرًا أمام الساقي بأصبعه إلى الكأس لِيملأها مرة أخرى، صادحًا في وجهه:

<< أَلا فاسقني كأسًا بعد كأس

… وهاتها صهباء بلا فَلس >>

<< وداوني بالتي كانت هي الدّاء... >>

ــ "هُو ذا هارب من قريش" صرخ أحد السّكارى متهكّما، فانفجر البعض ممن كانوا ما يزالون يعون ما يجري حولهم بالضّحك.

ــ " قل لنا كيف تركتَ القوم والأهل والأحباب والنّوق يا أبا لهب" أردفَ آخر.

رفع الكأسَ لامباليا بتهكّمهم و سخريتهم.. ثمّ شرع يتغنّى أمامهم بأبيات للأعشى؛ يَشرب كل شطر منها بكأس تُفرغ بسرعة فتُملأ:

" وكأسٍ شربتُ على لذّةٍ             وأخرى تداويتُ منها بها

لكي يعلم النّاس أني امرؤ           أتيتُ المعيشة من بابها

كُمَيت يُرى دون قعر الإنى          كمِثل قذى العين يُقذى بها "

... ثَقُلَت رأسه في الأخير، فوضع جبهته فوق المنضدة وهو يُجمجِم:

" دوائي هي الرّاح، فإن لم تُداوني أراحَتني؛ الراحة الصّغرى أو الرّاحة الكبرى، راحة النّوم أو راحة الموت.. لا يهم، راحة النوم أو راحة المــ..."

شَعر بنقرات ثم طرقات ملحّة على كتفه، رفع رأسه الثقيلة بصعوبة بالغة، فسمع صوت السّاقي بنَبرته الهادئة والمتعوِّدة:

" إذا أردتَ أن تنام، فاذهب إلى المنزل أو ابحث عن مكان آخر.. فهذا المكان ليس للنوم."

" يبدو أنه لم يعرفني"- غَمغَم للكرسي الفارغ بجانبه.

أخرج أوراقا نقدية من جيبه ووضعها اعتباطًا على المشرب، ثمّ غادر الحانة مترنّحًا.


                                     ***********************


كانت قد توقّفت عن المطر في الخارج، رغم أن اللّيل قد صار ألْيلًا والسّماء ملبَّدَةً أكثر بالغيوم.. إنه شرق المعاريف، وريح "الرّوداني" العليلة هذه التي تناوحه وتداعب خياشيمه ووجهه وشعره الكثيف؛ ريح "الرّوداني" على شفا تقاطعه مع "بئر انزاران"..

هواء المعاريف و "الروداني" يوحي له دائما بصورة زفزاف، فكلّما مرّ من شوارع المعاريف، وبالضبط من شارع الروداني وما جاوره إلّا وتصوّر زفزاف يقطن شقّة قديمة هناك، ويرتاد مقاهي المكان، جالسًا بالأفاريز متأمّلًا الجالسين والمارّة والسّائرين والأجواء، يترصّدُ شخصيةً أو فكرة أو مشروع فكرة ما لإحدى قصَصِه.

زفزاف هو السّاكن النّموذجي لشرق المعاريف بالنّسبة إليه، هو رمز "المعاريف الشرقي" وطابعه؛ فهو لا يكاد يبصر شخصية من سكان شرق المعاريف أو مرتاديه، حفر المكان على وجهها التّجاعيد ووَشمها بمناخه وطبعها بطابعه إلّا وتتراءى له صورة زفزاف خلف عينيه.. زفزاف هو النموذج والناطق الرّسمي باسم كل شخصيات شرق المعاريف؛ وكم من زفزافَ في المعاريف !

" الروداني" و "بئر انزاران" بأزقّتهما الفرعية في مثل هذا الجوّ البارد والوقت المتأخّر الذي خرج فيه من الحانة ليسا سوى ساحةٍ كبيـرة للسُّكارى والمتشرّدين يتفَسّحون فيها ويستريحون وينامون..

كان يسير وهو يرمي رجلًا هنا و الأخرى هناك محاولًا السيطرة عليهما حين مرّ من أمام ثُلّةٍ من السّكارى المتشرّدين، كانوا قد اتّخذوا من إحدى الزّوايا مجلسًا وملجَأً لهم يَقيهم من البرد، فوقف أحد السُّكارى بعُسر لَمّا لَمحَه، ثمّ صاح في وجهه وهو يُقاوم السّقوط:

<< كالموظّف كالسّارح.. عِش اليوم وانسَ البارح >>

أوْمأَ له برأسه مبتسمًا، ثم تقدّم في طريقه.. وفي الطّريق لازَمت العبارة ذهنه، فأخذ يفكّر:

" كالموظّف كالسّارح، عش اليوم وانس البارح ! ما لي أنا و ما للمُوظّفين ! هل أبدو كواحدٍ منهم ! هل أرتدي ربطة عنق ! هل ذهني محلوق ! هل شعر رأسي مُلَبّد و ممشوط ! هل أبدو كالعبيد !.. لا بُدّ أنه قالها فحسب، ولم يقصدني بها بالذات؛ اللّهمّ إلّا إذا كان يدعو كلّ من هو غير متشرّدٍ مثله موظّفًا. لا شيء يجمعني بالموَظّفين.. ولا حتّى العمل، لا عمل لَديّ.

أمّا لفظة <<السّارح >> تلك فلا يمكنني أن أتنصّل منها. إنّ السّرح مقترنٌ في وعيِنا الدّارج بسرح الماشية والبهائم وتسويمها ورعيها.. فالسّارح هو الراعي. وقد يسرحُ المرء بأفكاره، وقد يسرح بنفسه وحيدًا على الأرض اليَباب كحلزونٍ يرعى فكره أو يرعى حزنه أو خلوته.. المهم أنّه يرعى شيئًا ما. يكفي إذن أن أترجم السارح إلى الراعي لأَقف على حمولاتها الدينية والسّياسية والاجتماعية، وهي حمولات متداخلة ومتشابكة فيما بينها تشترك فيها الدّيانات والثّقافات الإبراهيمية جميعها؛ فموسى كان راعيا، و المسيح كان راعيا، ومحمّد (ص) كذلك كان راعيا..

وإن ارتُبط مفهوم الرعي الديني والسّياسي والقيادي أكثر ما ارتبط بالمسيح أو المسيحانية، فإنّ بيئتنا وثقافتنا العربية هي بيئة وثقافة رعوية بامتياز؛ فمنذ القديم والأعراب تعيش على الرّعي، على دَوابّها ومواشيها، بل وترتحل معها، بسببها، وما تزال. وقد نُظمَت الأشعار في ذلك، ونُثرَت الكتب والأقوال..

فالسّارحُ إذن أسبق من الموَظّف، وأثقلُ حمولة ومعنى ووزنًا وحضارةً وثقافةً منه، أَمَا كان لذلك السّكّير إذن أن يُقدم لفظة السّارح على الموظَّف، فيستصغر الثاني أمام الأول.. آه، كان ذلك ليخلّ بسجعه ورويّه.

أمّا النّصف الثاني من عبارته تلك فهو يُشبه قول الرّواقيين والبوذيين وأذيالهم من دجّالي التّنمية البشرية المتمثّل في نصيحتهم المبتذلة تلك: << عش اللّحظة والآن والحاضر.. عش الحاضر فقط.>>  أَنّى لي أن أعيش الحاضر فقطَ و أنا لستُ حيوانًا ! الحيوانات وحدها قادرة على عيش الحاضر فقط، أمّا أنا فأمتلك عقلا وذاكرة وخيالًا متّقدًا يُسافر بي إلى الماضي والمستقبل، ويمَكّنني من تدبّر الحاضر والوقوف على تُخومه.

قد يقول قائل، وسيقول قائل، بل وقد قال قائلٌ منهم متلاعبا بالكلام فقط بأنه لا يوجد سوى الحاضر فقط، و أن ليس هناك ماض أو مستقبل؛ فالماضي فات، وما فات مات، والمستقبل غير موجود، لم يوجد بعد، وحين يوجد فسيكون حاضرًا.. بل وقد ذهب أكثرهم فطنةً إلى محاولة تفنيد الزّمن ككلّ؛ ذلك أن الاعتراف بوجود الحاضر، يعني وجود نقطة محورية نستطيع أن نحدّد من خلالها الماضي والمستقبل. وقد أفنى بورخيس أكثر عمره في محاولة تفنيد الزّمن أو على الأقل الوصول إلى حقيقته، ثمّ لَمّا أعيَته محاولته تلك، قرّر في الأخير أن نفي سلسلة الزّمن ونفي النفس ونفي الكون بأفلاكه، لا تعدو كونها أفعالًا يائسة وعزاءات سرّية، فلم يجِد في الأخير أفضل ما يُعبّر به عن الزّمن من قولة القدّيس أوغسطين: << أنا أعرف تمامًا ما هو الزّمن، لكن حين أُسأَل عنه ويتعلّق الأمر بتفسيره، فإنني لا أعرفه أبدًا.>>

فأنتَ ترى إذن كم هي خَرعة و بليدة هذه العبارة: << كالموظَّف كالسّارح.. عش اليوم وانس البارح >>. ويصيح بها كما لوكان يقول شيئا! أما كان له أن يضرط فقط !.. لكنّهمُ السُّكارى هكذا دائما، مغرمون بمثل هذه العبارات المُسَجّعة والمسكوكات، غير آبهين بالمعنى إلّا قليلًا..

أَترى؛ لقد جعلَتِ الخمر ذهني يشتغل مع هذه العبارة السّخيفة، كنتُ لأتجاوزها لو كنتُ صاحيا، لكنّ الخمر تجعلك تقف على أدقّ التّفاصيل و أتفه المنبّهات.. لعلّه قد يكون في تلك التّفاصيل والأشياء التافهة أمور أعظم من تلك التي قد نجدها في المواضيع الكبرى و في الأشياء التي نعتبرها هامّة والكلّيات، فالتــــ.......... كلّا ! لن أشغل رأسي مع هذا الموضوع كذلك.. لن أنطلق كما انطلقتُ مع الموضوع الأوّل؛ لقد أَجهَدَتني تلك العبارة السّاذجة...

الخمر تُحفّز التفكير، ولذلك وجَب أن نضبط موازين العقل قبل الشّراب، حتّى يتسنّى لنا توجيهه بعد ذلك، وحتّى لا نتركه ينساق خلف أي منبّه أو مثير، فيستنزف بذلك طاقته في صغائر الأمور..

آه، نعم إن ميولنا طبعا هي التي تُحتّم علينا الانسياق وراء هذا الشيء أو ذاك حالةَ السُّكر، هي كذلك ولا شكّ، لكن يجب أن تكون لدينا مُصفّيات ومرشّحات نُصفّي بها الأمور والمواضيع والأشياء ونُرشّحها.. ومن ثَمّ فلا شكّ أن الخمر ستكون خير مساعدٍ لاستخلاص أفضل النّتائج؛ دولوز قال بأنها قد ساعدَته في إنتاج بعض المفاهيم وضبطها. وأنا لا أشكّ في ذلك.. ساعَدَته فقط، فالخمر تُساعد في خلق المتعة والنّشوة وا.......

واااااه.... مرّةً أخرى سَرحَ عقلي وتفكيري لَزِجًا كالحلزون.. سَرحَ بدون سارح... السّارح؟!.. البارح !... كالموظَّف كالسّارح.... السّارح؟ !... عش اليوم وانس البارح.... البارح؟ !... آاااخ .. إن عقلي يعمَل بجهد، بسرعة و بحيوية..."

شَعرَ كما لو أنه على وشك أن يُجَنّ، وما أن ارتفَعتِ الحرارة إلى وجهه ورأسه واشتدَّت حتى وجد نفسه جاثيا على الأرض يتقيأ.. لَمحَ شيئًا ما بُنّيا يميل نحو الأصفر وَسط قيئه فخمّنَ بأنّها جزء من كبده؛ " هكذا أحسن"- تَمتم قائلًا، ثمّ نهض وأكملَ طريقه متهاديًا ومتعثّرًا نحو غرفته التي لم تكن تبعد كثيرا.. وحين وصل، تناول حبّتين من المنوّم، ثمّ رمى نفسه فوق السّرير؛ فأَحسَّ بالرّاحة وهي تدبّ إلى جسده من خلال الأصبع الكبير لقدمه:

" هل هي الرّاحة الصغرى أم الرّاحة الكبرى؟" ذلك ما لم يستطع أن يقرّره أو يتأكّد منه حينها.. " راحة النّوم أم راحة الموت؟.. لكنّ الموت تمسِك المرء من الأصبع الكبير لقدمه.... لكن المـــــــو........"   

    


  • 2

   نشر في 25 ديسمبر 2022 .

التعليقات

مثل هذه الكتابات هي التي تبقيني على هذا الموقع ،تعيد إليّ الأمل بأني سأقرأ أدباً،تحياتي
0
أشرف رضى
مرحبا صديقي٠٠٠ سعيد أنها أعجبتك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا