رمقاته الأخيرة باتت تطاردني،في اخر لقاءٍ كانت عيناه تعاتبني على شيءٍ لا أعرفه أصلاً،لا أعلم ان كانت ربما نظرات الوداع بيننا يا حضرة المجهول.
لم أعرف عنك إلا اسمك،وأنت كذلك،لم تُلفظ بيننا كلمة واحدة،لم أخبرك ما أحبّ ولم تفعل أيضاً،حتى صوتك لم أسمعه إلا من بعيد،من بعيد جدّاً،اجتمعنا في مكان، وافترقنا فيه ذاته،لماذا عزّ عليّ فراقك؟ صدقاً لا أدري! ربما لأنني اعتدت رؤيتك بشكل شبه يومي لثوانٍ،كنا مجولين تماماً،لماذا أشعر وكأنني أعرفك؟ لماذا أراك دائماً كلما نظرت في مرآة روحي؟ألأن نظراتك كانت تأسرني فلم أعد أستطع أن أخرج من قيودك التي لم تقيّدني من الأساس.
ثمة شيءٍ لا أعرفه يا غريب،ولم تنطق به ،صوتك الذي لم تناديني به..سمعته، كلامك الذي لم تقله..وصلني،اطمئن،فكل ما كنت تريد إخباري به،أشعر وكأنني عرفته.
يُسعدني أننا تحت سماءٍ واحدة،فوق ذات الأرض!
-بتول نزّال.
-
Batool Nazzalبتول نزّال، 17، كاتبة صاعدة، فلسطين