_انا مدعوة بعد الافطار لسهرة عند ام سليم.
_رمضان شهر العبادة لماذا تضيعن وقتكن في الثرثرة.
_لن اتاخر ،ساعود كسندريلا قبل منتصف الليل.
_لا تذهبي.
_بلى،ساذهب...
وعلا صراخنا،هكذا انا وزوجي احمد ،منذ بداية زواجنا نتخاصم يوميا ،وعلى اتفه الاسباب.
بعد ساعة من الاخذ والرد ،جلست على الاريكة احمل علبة الشوكولا وااكل الحبة تلو الاخرى .انا احب الشوكولا كثيرا ولكن منذ شاهدت تلك الدراسة التي تقول بانها تخفف التوتر اصبحت اتناولها بشراهة .
وتمضي الايام مسرعة ،تحولت حياتي مع زوجي الى جحيم،مشاحنات طول الوقت،اصبحنا كالاعداء،نبحث عن الاخطاء لنكيل اسوء التهم احدنا للاخر ،وعبثا حاولت والدتي اقناعي بان اسلوب الند للند خاطئ بين الازواج ،يجب علي كما تقول ان اغض الطرف عن الاخطاء البسيطة لكي تسير المركب.قناعاتي كانت مختلفة تماما انا مثقفة ولدي نفس الحقوق،وساخذها كاملة ،كلمة بعشرة والبادئ اظلم.
التمادي
ادراكي بانه لن يتركني ابدا جعلني اتمادى،حتى اني صرت اشعر انه يتفاداني،يعود متاخرا الى المنزل،يخرج كثيرا مع اصدقائه،وبدل ان احس بالرضى لانني ارضيت غروري ،صرت اكثر توترا وعالجت نفسي في كل مرة بعلبة شوكولا.
المرآة
الجو بارد جدا هذا اليوم ،تناولت معطفي ،لبسته ،ما به يا ترى ؟!هل تقلص حجمه ،بكل تاكيد لانه لا يحتمل انني اصبحت....برميلا.نظرت الى نفسي مرة اخرى،اهذه انا؟ ،كرة شحم!!.ابتعدت عن المرآة،التقطت انفاسي،اهذه انا ؟،بالون!! ..اجل هذه انا .انهمرت دموعي كالامطار .عندما رآني احمد ابكي لم يفهم شيئا،الساعة السابعة صباحا...بدا مستغربا جدا،تردد قبل ان يكلمني ،صار المسكين يخاف من ثوراتي المتكررة بدون سبب.
_خيرا ان شاء الله!!،ما الذي حدث،هل رأيتني في كابوس؟
لم استطع الرد ،خنقتني الدموع تناولت المعطف ووضعته على وجهي ،وواصلت البكاء.
_هل انت مريضة ؟،هل تلقيت خبرا سيئا؟
واخيرا استجمعت شجاعتي ،لا يجب ان يعرف سبب حزني ،لا يجب ان يحس بانني اكره هذه البدينة الباكية ،استطعت بعد جهد ان اتكلم.
_لا شيء ،نوبة قلق وستمضي.
اخذت اجازة بدون راتب ، وبدأت بممارسة الرياضة يوميا،قللت الاكل ،وشربت الكثير الكثير من الماء.
ولكن الميزان ثابت في نفس النقطة،شهر ،شهران،يجب ان اجد حلا ،بحثت عن اكبر خبيرة غذائية واخذت موعدا.
_وزني لا ينقص،رياضة،ريجيم،لا شيء ينفع.
_هل تعانين من توتر ما،فالضغط العصبي يؤثر كثيرا على زيادة الوزن.
سكت وفكرت ،تذكرت انني اتشاجر مع احمد يوميا ،ربما هذا هو السبب،قلت في نفسي :اجل توتر شديد،طوال الوقت.
اجبتها :قليلا.
اوصتني بحمية غذائية صحية وبان اتفادى التوتر ،واعطتني موعدا اخر بعد شهر.
خرجت من عندها وانا متأكدة بان سبب زيادة وزني هو التوتر .كنت اعمد الى اكل الشوكولا بعد كل خلاف ،يجب ان احافظ على هدوئي.
عندما عدت الى المنزل قمت بجلسة استرخاء،تنفست بهدوء،شهيق.. واحد ،اثنان ،ثلاثة ،زفير،..جميل صعود الاكسجين الى الرأس،توضأت بماء بارد ثم صليت،يا لهذا الهدوء النفسي!! ،تحدثت قليلا مع نفسي،هذا ما جنيته من عصبيتي ،عشرات الكيلوغرامات،يجب علي الان ان اتعامل مع الامور بتعقل اكبر ،وامي معها حق لماذا اعرقل سير المركب بامواجي المتلاطمة ،لن ادخل في مناقشات فارغة وجدال عقيم ،وانا مثقفة لماذا الغيت الحوار من خياراتي.
اتذكر انني حضرت الطعام و جلست اشاهد برنامجا مفيدا على التلفاز.يمر يوم ،اسبوع ،اسبوعان ،لا مشادات في المنزل،وبالفعل بدأ وزني بالنقصان،تأكدت من ان التوتر الدائم واكلي المستمر للشوكولا هما سببا بدانتي،سالغي الخصومات اليومية ،لم اجني من ورائها الا كيلوغرامات زائدة،وكذلك كان،ساد الهدوء المنزل على غير العادة،الف سؤال كان يدور في رأس احمد،رسمت على احدى عينيه علامة تعجب وعلى الاخرى علامة استفهام.
في ثالث اسبوع تغلب عليه فضوله جلس قليلا ثم سألني:هل حصل شيء معك ،تبدين مختلفة..حزينة ربما ،يمكنني المساعدة تدركين ذلك.
لم اجبه فقط ابتسمت وقلت لنفسي:لا خصام بعد اليوم ،انا عاملة دايت.
التعليقات
سلاسة في المجريات تحث القارئ على مواصلة القراءة بشغف ، لمعرفة الأحداث ، لكن لي ملاحظة في كتاباتك لمجال القصة ، وهو " السرعة " في الإنتقال من حدث لحدث ، القارئ احيان يريد ان تطيل القصة بعض الشيء من متعتها ،
في انتظار باقي قصصك الرائعة ~