في ليلة أخرى كالليالي التى سبقتها والتى نأمل ألا تليها ,, تجلس وحيداً فى غرفه بها أربعة حوائط تتأملهم فتشعر وكأن الحوائط تزداد وتزداد ويتملكك شعور جامح بأنك بسجن صنعته بنفسك ولنفسك
تتأمل ما لحِق بك فتجد روحك تجاوزت مرحلة الإرهاق وأصبحت مهترِئة ,,
حين تنقطع المياه عن النباتات تذبُل لكن إذا أسرعت وسقيتها في الوقت المناسب تسترد قوتها وتسقط الأوراق الذابلة لتنمو محلها أوراق أخرى ناضرة ,, السر هنا يكمن أنك رويتها بالماء في الوقت المناسب
يحدث أيضا أن ننسى الأزهار فتذبُل وتجف التربة جفافاً تاماً فتصبح الجذور أيضاً ذابله وتحتاج إلى سماد جديد للتربة ونبتة جديدة ,, أعني تحتاج وقتا أطول وصبرا لحين تزهر النبتة
تحتاج أيضا اهتماما أكبر بالنبته الجديدة وقد تعاهد نفسك وتقسم عليها أنك لن تدعها للذبول هذه المرة ,, وتكن صادقا في قسمك ولكن الأمر يحتاج مثابرة
كذلك هي الروح ,,
حين نصل إلى مرحلة الوهن الشديد فنشعر بخوائنا الداخلى ,, يتملكنا احساس قوي بأننا فقدنا كل الحيل للإبقاء على ما تبقى من الروح ,, نشعر بأننا أصبحنا كقطعة قماش بالية أهلكتها كثرة الرقع ولم يعد ينفعها شئ
نحاول عبثا مع أنفسنا البحث عن الأسباب التى أوصلتنا لهذه المرحلة فنجد أننا عاجزين حتى عن التفكير
نبحث عن الأشياء المحببة لنا فنجد أنفسنا غير مكترثين
ثم نركن للنوم لنستيقظ في الصباح مسرعين للحاق بالساقية المعتادة التى أدخلتنا الحياة فيها من غير أن نبدي موافقة على أن نقوم بدور البقرة .
نعود لذات الغرفة صاحبة الحوائط المتعددة فنلحظ أنها تضيق علينا أكثر من اليوم السابق
نحدث أنفسنا أنه متى سنملك القدرة على السيطرة على أرواحنا وإزالة الشوائب العالقة بها ,, نهددها أيضا بأن حوائط الغرفة تزداد ويوما ما لن تتسع لنا !
وننام ....