هل المراهقة أزمة نفسية !!

ينظر علماء النفس إلى مرحلة المراهقة بأنها مرحلة ازمة وفترة من فترات النمو تتميز بمظاهر سلوكية منحرفة من حيث التمرد " العصيان " على السلطة الوالدية و المدرسية والمجتمع فهذا فهم خاطئ للمراهقة ، فقد أثبتت الأبحاث السيكولوجية الحديثة أن مرحلة المراهقة مرحلة طبيعية يُعاد فيها تنظيم القوى النفسية والعقلية كي تجابه مطالب الحياة الراشدة.

ومن ثم فالمراهقة ليست أزمة نفسية ، إذا وجّه المراهق التوجيه والارشاد السليم سوف تخلو حياته من الاضطرابات النفسية.

أما إذا كانت معاملتنا للمراهق تقوم على الكبت والإحباط والنبذ والاهمال وعدم اشباع الحاجات ،سوف يدعو المراهق إلى الفساد والسلبية والاتجاه نحو التدمير تعبيراً عن ذاته ، وهذا يتوقف على أسلوب تنشئة المراهق.

ولذا فإن مفهوم المراهقة لايختلف فيه العلماء كمفهوم بل الاختلاف ياتي وفقا للمدارس الفكرية والحضارية والثقافية ويختلف من حضارة لأخرى ومن مجتمع لآخر بناءً على أسلوب الحياة وتنشئة المراهق منذ طفولته في هذا المجتمع.

حيث أكدت العديد من الأبحاث الحديثة " لمرجريت ميد " في أكثر من مجتمع أن أسلوب الحياة في المجتمع هو الذي يلعب دوراً هاماً في تكوين شخصية المراهق ، وبهذا فإن سلوك المراهق هو انعكاس البيئة الحضارية التي عاشها ونتاجاً لها .

فتحي باقادر

باحث دكتوراه بقسم علم النفس.

١٤٤١/٣/٤