تدليس الحواس
لا تخجل من نفسك . . لأنك صناعة الله
نشر في 02 نونبر 2020 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
هل يجب أن نحتال على أنفسنا لكي نحظى بسعادة ظاهرية مزيفة ؟!
حتى نجيب على هذا السؤال الغامض علينا اولاً أن ندرك معنى السعادة التي لا يمكن للإنسان الوصول إليها بمنأى عن أن يسلك القدم في مضمار طريقها .
فيا أسف التائهين عن حقيقتها ، ويا ضيعة أعمار المتوهمين وهم يسيرون بالخطى على غير نهجها ، وقد زجوا عقولهم في ظلمات الجهل ، وصاروا كمثل الأعمى الذي يقوده اعمى مثله.
فمن تأمل في حقيقة السعادة يجد أنها لا تنتمي لفضاء اللذة التي تزول بزوال تأثيرها على متعاطيها ، ولا هي من المتعة التي يتمتع بها المرء من متاع الدنيا الزائل ، وإنما هي شعور ثابت يقع في النفس موقعاً يضفي على الإنسان بالطمأنينة ، ويملأ قلبه رغبة في الحياة ، ويشعل في روحه جذوة لا تنطفىء .
وعلاوة على ذلك فإن إدراك هذا المعنى الخفي يجعل المرء أكثر نضجاً ورحمة لأولئك الحيارى الذين حجبهم حجاب الظلام عن ابصار ذلك النور الذي يسبح في آفاق الحكمة الكلية ، وعليها أحكم الله ناموسه في ملكوته ، وأقام ميزان الإنسان على قوانينه .
وعود على بدء ، فإن التائهين الذين يبحثون عن سعادة متوهمة ، نجدهم متقنعين بقناعات زائفة وحالهم لا يعدو عن أمرين لا ثالث لهما .
أما الأول فهو السعي وراء الحاجات الفسيولوجية من طعام ومسكن وتزاوج لضمان ديمومة البقاء على قيد الحياة . وهذا المطلب يتساوى به الإنسان مع الحيوان على تفاوت طفيف بين مستويات درجاته .
وأما الثاني ، فإن باعثه يكون من الحاجات النفسية كالحاجة إلى الانتماء والشعور بالمحبة والاحترام وغيرها مما يندرج تحت سقف هذا المصطلح الفضفاض .
فمتى ما أدركنا الخطوط الدقيقة ، وقمنا بتمييز الحد الفاصل بين تحقيق الحاجات وما بين السعي باتجاه السعادة الحقيقية التي لا يكون الوصول إليها إلا من خلال بوابة الكمال وتحقيق الذات وفق ما استودعه الله في الانسان من مهارات خاصة ، وقوى كامنة حتى يكون دور الفرد فاعل في الحياة لا يسده احد غيره ابدا .
فكن أنت كما أنت في حقيقتك الأصلية ، لأنك صناعة الله بيده حتى جعل منك نسخة فريدة لا مثيل لها في عالم الوجود . ويا حسرة الذين ذابوا كما يذوب فص الملح في الماء ، بحثاً عن تلبية حاجاتهم المادية والنفسية ، وذلاً يرزحون تحت وطأة الذين يستخدمونهم لتحقيق حاجاتهم بالترغيب والترهيب .
-
المسافريتألم الإنسان بالوهم اكثر مما يتألم بالحقيقة .
التعليقات
بهذا يظفر الانسان بسعادة حقيقة .
مقال رائع جدا