لحظة أدركت أننى نصف حى لا أعلم شيئا عن الكثير من الامور بل لا أعلم الا القليل جداً .
  كانت النقاشات حول الفن والتاريخ والعلم والدين والتعامل مع الناس بالنسبة لى مجرد عناوين بلا محتوى لا أدرك ماهيتها ولا أدرك جوهرها بل غلافها الخارجى فقط ' لحظة وقفت بين اثنين من زملائى أثناء حوارهما عن محتوى كتاب ما ثاغرا فاهى كالأبله لا أدرى عن ماذا يتحدثون وأكاد ألحق بحديثهما وتساءلت حينها كيف عرفوا كل هذا ومن أين أتوا بهذه الكلمات وكيف يمزجونها لتكون جملا رائعة هكذا ' لحظت ان لامست أحد كتابات زملائى عقلى وقلبى وتساءلت أي الطريق قد سلك ' حينها عرفت القراءة وأدركت معنى أول آية نزلت فى القرآن بل أول أمر نزل على البشرية "اقرأ " (سورة العلق 1)  ' كانت تلك اللحظة هى بداية النهاية لكل العبث الذى أحياه حينها تبدلت عاداتى وأدركت ما كان يعنيه هؤلاء من وراء لفظة الفلسفة وما كانوا يقصدون بالتنوير والوعى والعقل الناقد والأخلاق كنت حرفياً كأخرق لا يفقه شيئا ووجد خاتم سليمان أو مصباح علاء الدين وخرج لى خادمه وقال لى اطلب تنل ' تركت ضعاف العقول الذين لا هم لهم إلا الناس والحديث عن الامور اليومية المملة التى لا تتغير وتقربت من الناجحين وعرفت سيرهم أصبحت اثنين أنا ومراقب الأنا ' ندمت على كل لحظة أضعتها وكل ذنب اقترفته وبدأت شغل أوقات فراغى بعادات جديدة ومفيدة أنهيت علاقتى الوطيدة مع التلفاز الذى طالما أثرنى وودعته بلا رجعة عرفت معنى العلم ولمست الفهم فأشفقت على الجاهل وتمنيت التوفيق لكل مجتهد تغير وضعي وتغيرت أفكارى بهذا الأمر الإلهى الأولى .

القراءة لا تكفيها الكلمات لوصفها ولا توفيها العبارات حقها . يكفى ما قاله هؤلاء عن القراءة ..

أمين معلوف " إذا قرأت _قراءة فعلية _ أربعين كتابا حقيقيا خلال عشرين عام فبوسعك مواجهة العالم "

فيودور دوستويفسكى " تعلم واقرأ الكتب الجيدة ودع الحياة تتكفل بالباقى "

المتنبي:  "أعز مكانٍ في الدنى سرج.... سابحٍ وخير جليسٍ في الزمان كتابُ"

يكفى أن الصفة المشتركة لكل أثرياء العالم ورواد الأعمال الناجحين والعلماء أمثال أينشتاين والعقاد وبيل جيتس هو حبهم الشديد للقراءة 'من يقرأ تراه ملفتاً للنظر جذاباً تعلم بقدومه فور وصوله إلى أى مكان متفائل حتى فى أحلك الظروف تستطيع الإعتماد عليه ويمتلك شخصية القائد ' بالقراءة تتفتح العقول وتقوى فلا تصبح عجوزا  أبدا وتتغذى الروح وتسمو فتكون كمن ملك الدنيا بأسرها ' بالقراءة تعرف هوايتك وبها تستطيع تحديد مجال عملك حيث يكون شغفك مُحْدَقًا ' بالقراءة يقوى عقلك وتسمو روحيًا حيث تستطيع تحديد إذا ما كانت عباداتك مفيدة لك ومناسبة أم أنك تقول كما قالوا  "  وجدنا آباءنا لها عابدين " ( الأنبياء 53 ) ' بالقراءة تعيش عمرك وعمر الأخرين فتكون شابًا ولك خبرة الشيوخ '  بالقراءة تقابل وتتناقش مع أعظم العقول على مر التاريخ ' تعرف الماضى الغابر فتعيش الحاضر وتتنبأ بالمستقبل المجهول .

إقرأ لتشعر إقرأ لتسعد وتفهم إقرأ لتساعد من حولك إقرأ لتحيا .