شفيت من مرضي ..تصالحت مع الطفل بداخلي ..
و لم أعد أحلم ..
أستيقظ كل صباح سعيدا ..و لا أدري إن كانت تلك هي السعادة حقا ..
لا أشغل رأسي ..لا أفكر في شيء ..أترك الأشياء تفكر بي ..
مع كل إشراق للشمس ، أستيقظ بنشاط حاملا جسدي و كوبا من القهوة الساخن بين يدي ...أرتشف القهوة عل مهل ثم أخرج مثل كل يوم للقيام بأموري العادية بتلك المزرعة
أطعم الدجاج ..و أسقي بعض الشجيرات و أساعد في بعض الأمور التي إعتدت القيام بها رفقة جدي ..
لم أعد أعاني ..لم أعد أزور الطبيب ..تخلصت من جلسات النفساني أيضا ..
و أردت أن أرمم بعض الأشياء بداخلي بعيدا عن الجميع ..
شفيت من مرضي لم أعد مصابا بمتلازمة الحلم ..
تخلصت من كل شيء ..كتاباتي ..وبعض الرسومات التي رسمتها في لحظة غباء ..كم كنت أحمقا .
الأشياء التي كنت أملكها و يراها الجميع مواهبا جميلة ..لم تكن كذلك إطلاقا ..تلك الرسومات ..تلك الكلمات كانت تقتلني ..في حين يستمتع الآخرون بقراءتها و النظر إليها بإنبهار .
شفيت من مرضي .ولم تعد يداي قادرة على حمل الفرشاة أو القلم .
أنا مجرد إنسان عادي اليوم ..شخص سلم نفسه للواقع و ترك إدمانه المفرط في التفاصيل ..
لم يعد لدي ما أقلق بشأنه ..أرى كل شيء من السطح و لا أحاول التوغل بالعمق ... رحلات الإبحار تلك أصبحت تخيفني ..
أكتفي بالنظر من أعلى لا أكثر ..
أنا بخير ..و لم أعد أحلم ..توفي الفضول بداخلي ..و نسيت أن هناك كلمة مستقبل بقاموسي ..
هدوء و سكينة لم أكن أحس بها من قبل ،
تلك الحروب التي دامت لسنوات ..بين العقل و القلب لم تعد كذلك ..
كل شيء توقف بعد تلك الهدنة التي وقعتها فوق صفحات جسدي ..إنقضت الحروب و خمدت الحرائق و لم أعد أملك قلبا ..لم أعد أفكر أبدا ..
كتبت الفصل الأول من القصة ولم يكن جيدا ..
دائما ما كنت سيئا في البدايات لهذا تركت للأيام حقها في تكملة الفصول الأخرى من قصتي ..
لا بأس إن كنت مجرد شخص بسيط ..لا بأس إن استسلمت
المهم أني حاولت ..
حاولت و لا بأس بتلك الخطوة التي لم أترك بها أي أثر من ورائي .. أنا سعيد لأنني أتظاهر بأني بخير ..سعيد و لا أحاول أن أفهم أكثر
نفقد سعادتنا أحيانا في محاولة لفهم بعض الأمور و تفسير أخرى ، بعض المعادلات في حياتنا تحفظ و لا تفهم ..هذا ما قاله لي معلم الرياضيات ذات يوم .. إعتدنا على حفظ كل شيء و لم نستفسر يوما عن جملة التغيرات التي تحدث لأفكارنا و أجسادنا ..
لم نفكر البتة ..
سعيد اليوم ..و لم أعد أبكي ..
يسألني الجميع عن السر ..
لا أجد كلمات معبرة لا أجد فكرة مقنعة ..
كيف سأخبرهم أني لا أعرف السر حقا ..
فقط سعيد ..و لا بأس بالأمر .
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي