اليوم افترشت صديقتي التراب بعد عشرة وصداقة دامت لأكثر من خمس سنوات ..

منذ الأمس وهبط خبر الرحيل علي عقلي كصدمة لا تصدق ... قلبي يوجعني منذ الأمس وأحس بحالة من السكون الغير مبرر ...

صامتة لوقت طويل لا أعرف ماذا أقول وماذا أفعل سوي أن شريط الذكريات يصول ويجول بخاطري..

منذ الأمس ..كل كلماتها ونبرات صوتها تترددان بأذاني.. وحرف الراء الذي كانت تنطقه بطريقتها المميزة وحينما تنادي بإسمي بطريقتها الخاصة...

كل الحكاوي ...

كتبنا وملزماتنا..

المحاضرات التي جلست بجواري في سنوات الدراسة و آخرها بسنة الامتياز و راوند الأشعة الذي جمعنا سوياً...

يالها ذكريات لن تبرحني ...

قبل وفاتها بأيام قليلة وأنا أبحث في درج مكتبي عن شئ ما فصادفتني قطعة من الشيكولاتة نسيتها و قد أعطتها لي أمل فتذكرت الموقف وتذكرت سنوات الكلية .. ولا أعلم لما صادفتني تلك الأام قبيل رحيلها ...

ومنذ أسبوع تذكرت أمل فجأة وتذكرت كم الصور التي جمعتنا سويا ومرحنا وضحكاتنا التي تملأ أرجاء الكلية ..

هل حقا الأيام التي تمضي ستصبح هي أجمل برغم صعوبتها ...

الاجابة بالتأكيد غالباً...

حتي يتيقن الإنسان أن كل لحظة تمضي في ستر هي أجمل لحظات العمر.. فتتعلم الرضا بالقضاء والقدر والمقسوم والنصيب ...

أنا راضية بقضاء الله في الفقد وفي العطاء ..وإن كنت قد فقدت الكثيرين أولهم أبي وآخرهم صديقتي أمل ..فأنا أعدكم أنني لن أنساكم من دعائي فتطول قائمة دعائي للموتي من بينهم أمل التي كانت أملاً بالفعل

أملاً لكل من حولها ...طموحة بشكل لا يوصف .. طيبة القلب وهينة .. بعيد عن الحقد والأذي ونكران الجميل وقلة الأصل ..

لا أعرف متي سيزول الجرح الذي في قلبي حالياً ..ولكني لا أملك هدية إليكِ أجمل من الدعاء في صلاتي ما حييت ..مثلك مثل كل الأحبة الذين فقدتهم ولم ولن أنساهم أبداً ...

قلبي حزين ولكن الله قادر أن يهوّن علي وعلي كل أحبتك وأولادك وأهلك بالصبر والسلوان ...

ولتكن الليلة أجمل لياليك في القبر

لن أنساك يا أجمل وأطيب أملاً قد رأيت......

بقلمي: إيمان فايد

طبيبة بشرية

الأحد: ٢٦ ديسمبر٢٠٢١